توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعلم أولاً!

  مصر اليوم -

المعلم أولاً

بقلم - نادين عبدالله

للنظام التعليمى الجديد المقترح مميزات عدة٬ فهو على الأقل عبر عن اعتراف حقيقى للدولة بوجود قصور فى مجال التعليم٬ ومحاولتها تقديم رؤية جديدة لإصلاحه. ومع ذلك يظل من حق الجميع طرح تساؤلات حقيقية فيما يتعلق بقدرة الرؤية المطروحة على علاج مشكلات التعليم الهيكلية والجوهرية فى مصر٬ وأيضا فى قدرتها على توزيع الموارد المالية القليلة المتاحة لإصلاح التعليم بالشكل الأمثل.

بالفعل٬ هناك تخوف حقيقى من قدرة البرنامج الإصلاحى المطروح على الإتيان بثماره لأنه يبدأ٬ بطريقة ما٬ من حيث انتهى الآخرون. فالغالبية العظمى من الدراسات فى مجال إصلاح التعليم أكدت أن مفتاح الإصلاح يكمن فى المعلم وليس فى ادخال التكنولوجيا أو فى استحداث المناهج التعليمية. فهذه الأخيرة مهمة ومرحب بها لكنها تظل بلا معنى من دون معلم كفء فى مجال المواد الدراسية٬ وفى مجال علم التربية والتواصل مع الطلاب. ومن ثم٬ فإن الأولى هو الاستثمار فى المعلم لأنه حجر أساس العملية التعليمية: فهو الذى يدرس المنهج٬ وهو الذى يتفاعل مع عمليان التحديث والتكنولوجيا٬ وهو الذى يتواصل مع التلاميذ. وهو ما يعن٬ أن أى تحسين فى المناهج الدراسية أو فى أساليب التعليم يتطلب تأهيل مضاعف للمعلم وإلا فقدت هى معناها وجدواها.

وفى هذا الصدد٬ يحدثنا البعض عن برامج تأهيل وتدريب للمعلمين (وبغض النظر عن أعداد المعلمين المشاركين فيها أو قدرة هذه التدريبات فى تغيير الكثير) إلا أنه من غير المؤكد أن يأتى التدريب بثماره لو لم يفكر القائمون على الأمر فى أهمية توفير حافز منطقى للمدرس. فما هو حافز المعلم فى التدريب والتعليم فى ظل تدنى وضعه الاجتماعى والمالى؟ فعليًا٬ يتطلب هنا الاستثمار فى المدرس٬ نظرة جادة فيما يتعلق بهيكلة الأجور٬ وهو ما يتطلب بشكل ما زيادة الإنفاق على التعليم (لأن الإنفاق على أجور ما يفوق مليون معلم وإدارى يستنزف أصلاً حوالى 78٪ من ميزانية التعليم فى مصر).

فلا يمكن أن تطالب، كدولة، بمعلم مؤهل من دون أن توفر له أى حافز للإنجاز والحياة الكريمة. فعليًا٬ البلاد التى نجحت هى تلك التى استثمرت فى المعلم ووفرت له أجرا جاذبا فأصبح حلم أفضل المتخرجين أن يصيروا معلمين! أما فى مصر٬ فالعكس غالبًا صحيح٬ وسيظل هكذا إن لم يكن هناك تدخل جراحى لإصلاحه بشكل جذرى. فهل سنفكر فى الأمر أم سندفن رؤوسنا فى الرمال٬ مكتفين بالأحلام أو الأوهام؟

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعلم أولاً المعلم أولاً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon