توقيت القاهرة المحلي 05:53:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلان الفقاعة

  مصر اليوم -

إعلان الفقاعة

بقلم - نادين عبدالله

شاهدنا مؤخرًا إعلانًا لإحدى شركات العقارات ظهر فيه نجم الكرة محمد صلاح. وعلى ما يبدو كان الإعلان ينتقد فكرة مكوث الناس في «فقاعات» افتراضية تخلقها الموبايلات ووسائل التواصل الاجتماعى. ويشجع الإعلان على التواصل الإنسانى في العالم «الحقيقى» داخل تجمعات سكنية بها مرافق وخدمات تخلق علاقات إنسانية بين ساكنيها، وتعتبرها مصدر الفرح.

جميلة فكرة الإعلان، ولكنها غالبًا متناقضة. ربما يخلق نمط حياة الكومباوند علاقات اجتماعية بين ساكنيه. فأغلب هذه التجمعات السكنية تحتوى على خدمات ترفيهية (كافيهات وبحيرات وحمامات سباحة وملاعب أحيانًا)، بالإضافة إلى خدمات معيشية (سوبر ماركت وغيره). وهى خدمات تعمق الروابط الاجتماعية بين ساكنى هذه المناطق، الذين يتقابلون ويستمتعون بهذه الخدمات. إلا أن المشكلة هنا هي أن هذه العلاقات الاجتماعية والتفاعلات الإنسانية تحدث في «فقاعة» كبيرة واسعة، حتى وإن كانت حقيقية وغير افتراضية. فهى تحدث بمعزل عن حياة المجتمع الأوسع. وهى بذلك تخلق جزرًا مجتمعية صغيرة منعزلة تنعم بحياة مرفهة، وتتحدث لغة اجتماعية واحدة لا تعرفها أغلب فئات المجتمع وطبقاته. وهو ما يعنى ببساطة أن حياة الكومباوند هي حياة «الفقاعة» بامتياز. منذ سنوات عدة، أدركت الطبقات الميسورة أن التحسن في الخدمات العامة للدولة، من تعليم وصحة وبنية تحتية ليس متوقعًا حدوثه قريبًا، وبدلًا من أن تطالب الدولة بالمضى قدمًا في الإصلاحات المطلوبة، اتجهت هذه الطبقات الاجتماعية إلى الانعزال داخل «فقاعات» تخلقها لنفسها وتنغلق بداخلها، سواء على مستوى التعليم أو الاستشفاء، أو السكن والترفيه. وهنا تسابق الجميع على تقوية جدار هذه «الفقاعات» للاحتماء به من التدهور أو القبح المحيط، ولسان حالها: لن نسائل الدولة، بل لن نطلب منها شيئًا، فلتتركنا فقط نبتعد عنها بهدوء لنعيش في «واحتنا» أو «فقاعتنا» البديلة.

فعليًا، يتقاطع هذا الخيار مع توجهات حكومية رسمت سياسات عمرانية رمت إلى خلق بؤر حديثة ومناطق سكنية جديدة، في الوقت الذي تناست فيه المناطق المهمشة الأقدم بمواطنيها ومعاناتهم، وهى أيضًا لم تُعطِ للخدمات العامة أولوية في ميزانيتها، ولم تركز على الاستثمار في التعليم والصحة والبنية التحتية بمعناها الواسع.

والحقيقة هي أن جدار هذه «الفقاعة» أكثر هشاشة مما يتخيل الكثيرون، كما أن أسوارها أكثر شفافية مما تبدو عليه. فمجتمع «الفقاعات» العمرانية والاجتماعية المنعزلة هو مجتمع ضعيف تعانى طبقاته الأدنى يوميًا من ظروف معيشية صعبة. أما طبقاته الأعلى فتعيش سراب الهروب من التدنى المحيط الذي يقترب منها ويحاصرها أكثر فأكثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلان الفقاعة إعلان الفقاعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon