توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلان الفقاعة

  مصر اليوم -

إعلان الفقاعة

بقلم - نادين عبدالله

شاهدنا مؤخرًا إعلانًا لإحدى شركات العقارات ظهر فيه نجم الكرة محمد صلاح. وعلى ما يبدو كان الإعلان ينتقد فكرة مكوث الناس في «فقاعات» افتراضية تخلقها الموبايلات ووسائل التواصل الاجتماعى. ويشجع الإعلان على التواصل الإنسانى في العالم «الحقيقى» داخل تجمعات سكنية بها مرافق وخدمات تخلق علاقات إنسانية بين ساكنيها، وتعتبرها مصدر الفرح.

جميلة فكرة الإعلان، ولكنها غالبًا متناقضة. ربما يخلق نمط حياة الكومباوند علاقات اجتماعية بين ساكنيه. فأغلب هذه التجمعات السكنية تحتوى على خدمات ترفيهية (كافيهات وبحيرات وحمامات سباحة وملاعب أحيانًا)، بالإضافة إلى خدمات معيشية (سوبر ماركت وغيره). وهى خدمات تعمق الروابط الاجتماعية بين ساكنى هذه المناطق، الذين يتقابلون ويستمتعون بهذه الخدمات. إلا أن المشكلة هنا هي أن هذه العلاقات الاجتماعية والتفاعلات الإنسانية تحدث في «فقاعة» كبيرة واسعة، حتى وإن كانت حقيقية وغير افتراضية. فهى تحدث بمعزل عن حياة المجتمع الأوسع. وهى بذلك تخلق جزرًا مجتمعية صغيرة منعزلة تنعم بحياة مرفهة، وتتحدث لغة اجتماعية واحدة لا تعرفها أغلب فئات المجتمع وطبقاته. وهو ما يعنى ببساطة أن حياة الكومباوند هي حياة «الفقاعة» بامتياز. منذ سنوات عدة، أدركت الطبقات الميسورة أن التحسن في الخدمات العامة للدولة، من تعليم وصحة وبنية تحتية ليس متوقعًا حدوثه قريبًا، وبدلًا من أن تطالب الدولة بالمضى قدمًا في الإصلاحات المطلوبة، اتجهت هذه الطبقات الاجتماعية إلى الانعزال داخل «فقاعات» تخلقها لنفسها وتنغلق بداخلها، سواء على مستوى التعليم أو الاستشفاء، أو السكن والترفيه. وهنا تسابق الجميع على تقوية جدار هذه «الفقاعات» للاحتماء به من التدهور أو القبح المحيط، ولسان حالها: لن نسائل الدولة، بل لن نطلب منها شيئًا، فلتتركنا فقط نبتعد عنها بهدوء لنعيش في «واحتنا» أو «فقاعتنا» البديلة.

فعليًا، يتقاطع هذا الخيار مع توجهات حكومية رسمت سياسات عمرانية رمت إلى خلق بؤر حديثة ومناطق سكنية جديدة، في الوقت الذي تناست فيه المناطق المهمشة الأقدم بمواطنيها ومعاناتهم، وهى أيضًا لم تُعطِ للخدمات العامة أولوية في ميزانيتها، ولم تركز على الاستثمار في التعليم والصحة والبنية التحتية بمعناها الواسع.

والحقيقة هي أن جدار هذه «الفقاعة» أكثر هشاشة مما يتخيل الكثيرون، كما أن أسوارها أكثر شفافية مما تبدو عليه. فمجتمع «الفقاعات» العمرانية والاجتماعية المنعزلة هو مجتمع ضعيف تعانى طبقاته الأدنى يوميًا من ظروف معيشية صعبة. أما طبقاته الأعلى فتعيش سراب الهروب من التدنى المحيط الذي يقترب منها ويحاصرها أكثر فأكثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلان الفقاعة إعلان الفقاعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon