توقيت القاهرة المحلي 11:15:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلان الفقاعة

  مصر اليوم -

إعلان الفقاعة

بقلم - نادين عبدالله

شاهدنا مؤخرًا إعلانًا لإحدى شركات العقارات ظهر فيه نجم الكرة محمد صلاح. وعلى ما يبدو كان الإعلان ينتقد فكرة مكوث الناس في «فقاعات» افتراضية تخلقها الموبايلات ووسائل التواصل الاجتماعى. ويشجع الإعلان على التواصل الإنسانى في العالم «الحقيقى» داخل تجمعات سكنية بها مرافق وخدمات تخلق علاقات إنسانية بين ساكنيها، وتعتبرها مصدر الفرح.

جميلة فكرة الإعلان، ولكنها غالبًا متناقضة. ربما يخلق نمط حياة الكومباوند علاقات اجتماعية بين ساكنيه. فأغلب هذه التجمعات السكنية تحتوى على خدمات ترفيهية (كافيهات وبحيرات وحمامات سباحة وملاعب أحيانًا)، بالإضافة إلى خدمات معيشية (سوبر ماركت وغيره). وهى خدمات تعمق الروابط الاجتماعية بين ساكنى هذه المناطق، الذين يتقابلون ويستمتعون بهذه الخدمات. إلا أن المشكلة هنا هي أن هذه العلاقات الاجتماعية والتفاعلات الإنسانية تحدث في «فقاعة» كبيرة واسعة، حتى وإن كانت حقيقية وغير افتراضية. فهى تحدث بمعزل عن حياة المجتمع الأوسع. وهى بذلك تخلق جزرًا مجتمعية صغيرة منعزلة تنعم بحياة مرفهة، وتتحدث لغة اجتماعية واحدة لا تعرفها أغلب فئات المجتمع وطبقاته. وهو ما يعنى ببساطة أن حياة الكومباوند هي حياة «الفقاعة» بامتياز. منذ سنوات عدة، أدركت الطبقات الميسورة أن التحسن في الخدمات العامة للدولة، من تعليم وصحة وبنية تحتية ليس متوقعًا حدوثه قريبًا، وبدلًا من أن تطالب الدولة بالمضى قدمًا في الإصلاحات المطلوبة، اتجهت هذه الطبقات الاجتماعية إلى الانعزال داخل «فقاعات» تخلقها لنفسها وتنغلق بداخلها، سواء على مستوى التعليم أو الاستشفاء، أو السكن والترفيه. وهنا تسابق الجميع على تقوية جدار هذه «الفقاعات» للاحتماء به من التدهور أو القبح المحيط، ولسان حالها: لن نسائل الدولة، بل لن نطلب منها شيئًا، فلتتركنا فقط نبتعد عنها بهدوء لنعيش في «واحتنا» أو «فقاعتنا» البديلة.

فعليًا، يتقاطع هذا الخيار مع توجهات حكومية رسمت سياسات عمرانية رمت إلى خلق بؤر حديثة ومناطق سكنية جديدة، في الوقت الذي تناست فيه المناطق المهمشة الأقدم بمواطنيها ومعاناتهم، وهى أيضًا لم تُعطِ للخدمات العامة أولوية في ميزانيتها، ولم تركز على الاستثمار في التعليم والصحة والبنية التحتية بمعناها الواسع.

والحقيقة هي أن جدار هذه «الفقاعة» أكثر هشاشة مما يتخيل الكثيرون، كما أن أسوارها أكثر شفافية مما تبدو عليه. فمجتمع «الفقاعات» العمرانية والاجتماعية المنعزلة هو مجتمع ضعيف تعانى طبقاته الأدنى يوميًا من ظروف معيشية صعبة. أما طبقاته الأعلى فتعيش سراب الهروب من التدنى المحيط الذي يقترب منها ويحاصرها أكثر فأكثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلان الفقاعة إعلان الفقاعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon