بقلم - نادين عبدالله
أكدت الحكومة الأمريكية، خلال زيارة الرئيس المصرى الأخيرة، الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، تلك التي وُصفت بأنها «لم تكن أبدًا كذلك من ذى قبل». وتطرقت الزيارة إلى أمور تتعلق بالتعاون التجارى والعسكرى بين البلدين. وعلى الرغم من هذه الحفاوة المتكررة فإنه ليس هناك ما يؤكد في السنوات الأخيرة٬ على المستوى الفعلى٬ وجود طفرة في العلاقات بين البلدين بقدر ما نشهده من علاقة ثنائية تحكمها حسبة مصالح استراتيجية ضيقة.
فقد أعلنت الولايات المتحدة مثلًا، منذ ما يقرب من عامين، تحديدًا في أغسطس 2017، عن وقف 96 مليون دولار، بجانب تجميد 195 مليون دولار أخرى من المساعدات المخصصة لمصر نتيجة ما اعتبرته تدهورًا في أوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية. والحقيقة هي أن تجميد هذه المساعدات لا يرجع بالأساس لهذا السبب المعلن بقدر ما يعود إلى امتعاض الإدارة الأمريكية من تمدد علاقة مصر بكوريا الشمالية، تلك التي تعتبرها عدوًا لدودًا. وقد تمت مناقشة أمر مشابه هذه المرة من قِبَل بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى نظرًا لتعمق العلاقات المصرية الروسية مؤخرًا.
أن يتم حجب أو تجميد جزء من المعونة الأمريكية (غير العسكرية)، في ظل إدارة أمريكية اعتبرها النظام المصرى إدارة صديقة، كان أمرًا صادمًا، فقد تهللت أغلب وسائل الإعلام المصرية بفوز «ترامب» وتهللت بلقائه مع الرئيس المصرى٬ منذ ما يقرب من عامين٬ فاعتبرته «بشرة خير». وفى خضم هذه الفرحة لم يحاول الإعلام في مصر الاعتراف بحقيقة واضحة، ألا وهى أن النتائج كان غالبها مخيبًا للآمال، فلم ينته هذا اللقاء على حصول مصر على وعد بزيادة الدعم الاقتصادى، كما أنها لم تجْنِ أي حافز فيما يخص مثلًا زيادة الاستثمارات الأمريكية في مصر، فبغض النظر عن حفاوة الترحيب٬ في الزيارة الماضية٬ لم تظهر التطلعات الاقتصادية للحكومة المصرية على أولويات الأجندة الأمريكية.
فهل تغير الأمر هذه المرة؟، وهل حصلت مصر على مكاسب محددة؟، أم اقتصر الموضوع على غض الطرف عن مناقشة التطورات السياسية الداخلية مع التوسع في مناقشة قضايا استراتيجية تُولِى لها الولايات المتحدة اهتمامًا خاصًا على غرار الإرهاب وعلاقات مصر الخارجية؟، والحقيقة هي أنه على الأرجح٬ لن تدفع توجهات ترامب التي تميل إلى تقليل بنود الإنفاق على المساعدات بشكل عام إلى فتح أفق لإمكانية الحصول على مزيد من الدعم، وعلى الأغلب٬ لن تؤدى سياساته الحمائية اقتصاديًا إلى توسع الاستثمار الأمريكى في الخارج.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع