توقيت القاهرة المحلي 08:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرنسا ليست مصر

  مصر اليوم -

فرنسا ليست مصر

بقلم - نادين عبدالله

لم يتوان الإعلام فى مصر عن تصوير مظاهرات فرنسا بصور مضحكة تنم عن جهل بما يحدث فى فرنسا٬ ورغبة غير مبررة فى إسقاط الأحداث الجارية على الوضع فى مصر مع أن المقارنة لا مجال لها من الإعراب٬ ولا تدفع سوى إلى فصل القارئ المصرى عما يحدث فى العالم.

فرأينا أخبارا ومقالات وأحاديث للتوك شو تتحدث عن عظمة الشعب المصرى الذى تحمل صعوبة الإجراءات الاقتصادية بلا اعتراض مع أن الأمر يتعلق بالأساس بالسياسات البيئية للحكومة الفرنسية تلك التى سعت إلى رفع سعر البنزين بهدف تقليل الاعتماد على الوقود وتشجيع السيارات الكهربائية صديقة البيئة. وهو حتى ما دفع ترامب إلى التهكم على السياسات الفرنسية البيئية تلك التى تغاضى عنها هو بدم بارد.

وأخرى أكدت أن عناصر إسلامية التحقت بالمظاهرات فى فرنسا مع أن الأمر يتعلق بسكان الضواحى والأرياف والمدن الصغيرة الفرنسية٬ هؤلاء الذين قرروا الاحتجاج لاعتمادهم بدرجات كبيرة على التنقل بالسيارات الخاصة٬ وعدم قدرتهم المادية على مواكبة ارتفاع الأسعار. وهو ما دعمه اليمين المتطرف فى البداية قبل أن ينضم إلى التظاهرات أو يدعمها بعض المجموعات اليسارية والنقابية أيضًا.

وأخرى تحدثت عن محاولات لإسقاط الدولة الفرنسية فى إشارة إلى أحداث العنف التى شابت هذه التظاهرات، مع أن الأمر لا علاقة له بالدولة إطلاقًا٬ فالغالبية العظمى تعترف بشرعية النظام الفرنسى٬ بل يتعلق٬ بالأساس٬ ببحث مجموعات شعبية لإيصال صوتها ومطالبها. وبما أن هذه الاحتجاجات لا تؤطرها نقابات أو أحزاب منظمة٬ فشابها العنف الذى عادة ما يصاحب مثل هذه النوعية من التظاهرات. فالتنظيمات السياسية والنقابية تحمى وتسهل عملية  التفاوض٬ وهو ما لا يفهمه البعض حتى الآن.

أما عندما تراجع ماكرون وحكومته أمام هذه الاحتجاجات الممتدة زمنيًا ومكانيًا٬ فقرر تعليق رفع أسعار الوقود لعدم وجود اتفاق مجتمعى بشأنها٬ سكتت وسائل الإعلام المصرية٬ ولم تعد تتحدث فى الأمر. فلا يبدو أنه على هواها أو هوى النظام الحالى فى مصر. فالحقيقة هى أن هذه المظاهرات نجحت بالفعل فى الوصول إلى مأربها ألا وهو إجبار الحكومة الفرنسية على التراجع عن قرار لم يوافق عليه المجتمع٬ خاصة أن استطلاعات الرأى الفرنسية أكدت دعمها لهذه الاحتجاجات بنسبة فاقت الستين بالمائة. وبما أن فرنسا ليست مصر٬ فقد استجاب نظام ماكرون مقرًا بأن أى إجراء لا يتوافق بشأنه المجتمع لابد أن يتم تعليقه لحين التحاور الكافى بشأنه.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا ليست مصر فرنسا ليست مصر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon