توقيت القاهرة المحلي 09:08:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجربة النمور الآسيوية

  مصر اليوم -

تجربة النمور الآسيوية

بقلم - نادين عبدالله

هى تجربة مبهرة بكل معانى الكلمة حين حققت الدول الأربع: هون كونج٬ سنغافورة٬ كوريا الجنوبية٬ وتايوان نهضة اقتصادية مذهلة ابتداءً من الستينيات بنيت على أساس الاستثمار فى الإنسان وتعليمه وصحته من جهة٬ والتركيز على بناء الكفاءة التصنيعية بهدف المنافسة فى الأسواق العالمية والتصدير. والحقيقة هى أن هذا النموذج يعتبر رائدًا ليس فقط لنجاحه الساحق، بل أيضًا لاتباعه سياسات اقتصادية تختلف عن إملاءات المؤسسات النقدية العالمية على غرار صندوق النقد الدولى تلك التى تدفع إلى تنحية الدولة جانبًا وترك المجال للسوق٬ وكأن الأخير بمفرده قادر على تحقيق نقلات تصديرية نوعية من دون أن تتدخل الدولة كى تحمى صناعات استراتيجية بعينها٬ وتعمل على تنميتها إلى أن تصبح قادرة على المنافسة الحرة فى الأسواق العالمية. أما هذه الدول التى تمتعت لحسن حظها ببنية تحتية بيروقراطية كفء فقد نجحت فى رسم سياسات تصنيعية واضحة٬ ولم تترك الأمر هكذا للسوق الحرة (والسلام).

ففى سنغافورة مثلا٬ ركزت الدولة على تقديم الدعم المالى والفنى والبنية التحتية للشركات متعددة الجنسيات التى ستستثمر فى بلادها بشرط أن تنقل هذه الشركات المعرفة التكنولوجية إليها٬ وتبنى القدرات التصديرية للصناعات التى تتبناها الدولة. وهو ما لا يحدث مثلا فى مصر. فهى ليست غير جاذبة للاستثمار الأجنبى بشكل عام لأسباب لن يسع هذا المقال للتطرق إليها، لكن المشكلة الأكبر هى أنه حينما يأتى المستثمر الأجنبى لا نجد أن الدولة جاهزة بسلسلة من السياسات المحفزة والمشجعة لدفعه إلى الانتقال من الاستثمار فى القطاعات الريعية (العقارات والطاقة والسياحة) إلى قطاعات أخرى تبنى قدرات مصر التكنولوجية والصناعية من أجل التصدير.

ولو انتقلنا إلى كوريا الجنوبية٬ نجد أن الدولة ركزت بالتمام على تقديم الدعم٬ لكن هذه المرة للمستثمرين ورجال الأعمال المحليين أيضًا لتحفيزهم على التصنيع والتصدير بدلا من الاكتفاء بالاستثمار فى العقارات وغيرها من القطاعات غير المنتجة. ومن ثم٬ فهى صممت نموذجا قائما على دعم كبار الشركات الاستثمارية المحلية عبر وسائل عدة، منها الدعم المالى والفنى والاعلاني٬ وحرمانها منه لو فشلت فى التصنيع والمنافسة والتصدير، هذا إلى الدرجة التى وصلت لعقد اجتماعات دورية شهرية بين كبار المستثمرين المحليين من جهة٬ وكبار المسؤولين بالدولة من جهة أخري٬ للمتابعة والتقييم.

فهل نعى فى مص٬ أننا لن نتقدم خطوة واحدة من دون أن نسعى سعيًا حسيسًا لنسج سياسات كهذه ترفع قدرات مصر التصنيعية ومنافستها دوليًا؟

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة النمور الآسيوية تجربة النمور الآسيوية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon