توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتياد القبح

  مصر اليوم -

اعتياد القبح

بقلم - نادين عبدالله

عندما تسافر خارج مصر لتزور دولاً غربية أوروبية غنية أو حتى فقيرة نسبياً «مثل دول أوروبا الشرقية»، بل عددا غير قليل من الدول العربية ذات مستوى الدخل المتوسط «أو أقل من المتوسط»، تندهش من أهمية الجمال كقيمة يقدرها الجميع دولة ومجتمعاً. وتستعجب حين يعتبرونها أولوية مثل التعليم والصحة وغيرهما من الأولويات٬ فيسعون جدياً لإعمالها والحفاظ عليها، كلٌّ على حسب الموارد والقدرات المتاحة٬ وهو أمر لا تشعر بوجوده فى مصر.

للجمال أنواع ودرجات ترتفع وفقاً للموارد المادية المتاحة٬ ووفقاً للطلب العام عليه٬ والشعور بأهمية الاستمتاع به. إلا أننا نتحدث هنا وفقط عن توافر الحد الأدنى منه: تخطيط عمرانى للمبانى بشكل جميل «بما يعنى أيضاً توفير سكن لائق لمحدودى الدخل للحد من ظاهرة الإسكان غير الرسمى»، الاهتمام بتشجير المساحات العامة٬ وتواجد مساحات خضراء جميلة٬ وجعلها متاحة للجميع وفقاً لقواعد وقوانين تضمن الحفاظ عليها، وضع آليات لضمان نظافة الشوارع والأحياء «بدلاً من أكوام القمامة المنتشرة فى الشوارع وأمام البيوت فى مصر فى أغلب الأحياء السكنية تقريباً». والحقيقة هى أن مساحات الجمال هذه متاحة «حتى ولو بدرجات مختلفة» فى دول غير بعيدة عنا٬ وهى ليست بالغنية٬ بما يُشعرك بالراحة والانبساط بمجرد أن تطأ قدماك أرضها.

قد يقول قائل إن المشكلة فى مصر هى فى غياب الموارد الكافية لتوفير الحد الأدنى من مقومات الجمال للمواطنين، إلا أن الحقيقة غير ذلك، فالأزمة الفعلية تكمن فى أن إعمال الجمال فى المساحات العامة ليس من أولويات الدولة من الأصل، تلك التى ذهبت٬ ولو بشكل ضمنى أو غير معلن٬ إلى خصخصة الجمال: فلو أردت العيش فى بيئة نظيفة٬ ولو أحببت أن تستمتع بوجود مساحات خضراء ومناظر مريحة للعين يمكن أن تحصل على ذلك فى المساحات الخاصة «فى الكومباوندز٬ فى الفيلات٬ فى النوادى الخاصة٬ وفى القرى السياحية... إلخ»، أما المساحات العامة «التى يتحرك فيها أغلب الشعب أغنياء وفقراء»، فتُترك لمصيرها القبيح. وفيما يتعلق بك فعليك فقط أن تتجرع القبح يومياً «حتى ولو استمتع القليلون ببعض مساحات الجمال الخاصة». أما المشكلة الكبرى فتكمن فى اعتياد القبح٬ واعتباره أمراً عادياً لا مفر منه سوى بالتأقلم معه، رغم أن أبشع الأمور هى الاعتياد، خاصة أن القبح المحيط يترك آثاره المؤلمة فى النفس، حتى وإن تعودت عليه٬ كما أن الجمال يطبع روعته فى الروح فيُنقِّيها ويُرقِّيها.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتياد القبح اعتياد القبح



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon