توقيت القاهرة المحلي 08:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجاح رامي مالك

  مصر اليوم -

نجاح رامي مالك

بقلم - نادين عبدالله

هو أول أمريكى من أصل مصرى يحصل على جائزة الأوسكار عن تمثيله المدهش فى فيلم «بوهيميان رابسودى»، الذى جسد فيه شخصية المغنى الإنجليزى من أصل زنزبارى الشهير، فريدى ماركورى. وقد فتح حصوله التاريخى على هذه الجائزة حوارات فى مواقع التواصل الاجتماعى عن هوية هذا الفنان ونجاحه، فمنهم مَن رأى فى نجاحه فخراً لمصر٬ ومنهم مَن اعتبر أن ليس للمصريين٬ فى ذلك٬ ناقة ولا جمل.

قناعتنا هى أن هذا النجاح يعكس قدرة النظام الأمريكى دولةً ومجتمعاً على منح فرص «حتى وإن لم تكن كثيرة» للترقى الاجتماعى للفئات الأقل حظاً فيه على غرار المهاجرين أو المُهمَّشين أو المختلفين عرقياً كالأفارقة الأمريكيين وغيرهم. وليس من دليل هنا على إمكانية الدمج والترقى أكبر من وصول أوباما ممثلاً عن الحزب الديمقراطى الأمريكى إلى سدة الحكم. ومن ثَمَّ٬ فنحن نتحدث عن نظام قادر على الاستفادة من كل الطاقات الموجودة فيه٬ واستغلال المواهب المتاحة لديه إلى أقصى حد٬ حتى وإن لم «يفرش الأرض بالسجاد» لطالبى المجد أو النجاح.

والحقيقة هى أن كلمة رامى مالك يوم تسلمه الجائزة٬ والتى أكد فيها معاناته من الاختلاف باعتباره ابناً لمهاجرين مصريين؛ والتى وجه فيها رسالة للحاضرين «لكل مَن يصارع لاكتشاف هويته أو نفسه٬ أنا مثّلت دور مغنٍ مهاجر ينتمى إلى أقلية جنسية٬ آمن بنفسه وعاش كما يريد»٬ كانت موجَّهة بالأساس إلى الداخل الأمريكى، فهو بكلمته هذه يضع نفسه٬ بشكل ما٬ فى اتساق مع تصورات الحزب الديمقراطى الأمريكى المعبر عن قطاع واسع من المجتمع الأمريكى٬ وتراثه المناصر للأقليات بشتى أنواعها٬ والأكثر استيعاباً للمهاجرين بالمقارنة بالحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه ترامب. ومن ثَمَّ٬ فهو يرسل٬ ولو ضمنياً٬ رسالة طمأنة إلى المجتمع الأمريكى بأنه يستطيع أن يظل على رحابته رغم محاولات الرئيس الحالى تغيير الأمر؛ وأنه لا تزال للأقليات فيه فرص للنجاح والتأثير رغم الصعوبات التى يضعها أمامهم.

وهنا أخيراً٬ يؤكد نجاح رامى مالك على حسن «الجينات المصرية»، وعلى نفاق كل مَن ادَّعى عكس ذلك فى الإعلام أو غيره: «ده شعب طول عمره جاهل»، «ده شعب كسلان» وغيرهما، فنجاح «مالك» يعكس قدرة النظام الأمريكى على توفير مسار مهنى قادر على دمج المتميز مهنياً وتطويره٬ وإن كان أقل تميزاً اجتماعياً؛ وهو فى الوقت نفسه يؤكد على أن الشعب المصرى يستطيع النجاح فقط لو وُفِّر له مثل هذا النظام الكفء.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاح رامي مالك نجاح رامي مالك



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon