توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجاح رامي مالك

  مصر اليوم -

نجاح رامي مالك

بقلم - نادين عبدالله

هو أول أمريكى من أصل مصرى يحصل على جائزة الأوسكار عن تمثيله المدهش فى فيلم «بوهيميان رابسودى»، الذى جسد فيه شخصية المغنى الإنجليزى من أصل زنزبارى الشهير، فريدى ماركورى. وقد فتح حصوله التاريخى على هذه الجائزة حوارات فى مواقع التواصل الاجتماعى عن هوية هذا الفنان ونجاحه، فمنهم مَن رأى فى نجاحه فخراً لمصر٬ ومنهم مَن اعتبر أن ليس للمصريين٬ فى ذلك٬ ناقة ولا جمل.

قناعتنا هى أن هذا النجاح يعكس قدرة النظام الأمريكى دولةً ومجتمعاً على منح فرص «حتى وإن لم تكن كثيرة» للترقى الاجتماعى للفئات الأقل حظاً فيه على غرار المهاجرين أو المُهمَّشين أو المختلفين عرقياً كالأفارقة الأمريكيين وغيرهم. وليس من دليل هنا على إمكانية الدمج والترقى أكبر من وصول أوباما ممثلاً عن الحزب الديمقراطى الأمريكى إلى سدة الحكم. ومن ثَمَّ٬ فنحن نتحدث عن نظام قادر على الاستفادة من كل الطاقات الموجودة فيه٬ واستغلال المواهب المتاحة لديه إلى أقصى حد٬ حتى وإن لم «يفرش الأرض بالسجاد» لطالبى المجد أو النجاح.

والحقيقة هى أن كلمة رامى مالك يوم تسلمه الجائزة٬ والتى أكد فيها معاناته من الاختلاف باعتباره ابناً لمهاجرين مصريين؛ والتى وجه فيها رسالة للحاضرين «لكل مَن يصارع لاكتشاف هويته أو نفسه٬ أنا مثّلت دور مغنٍ مهاجر ينتمى إلى أقلية جنسية٬ آمن بنفسه وعاش كما يريد»٬ كانت موجَّهة بالأساس إلى الداخل الأمريكى، فهو بكلمته هذه يضع نفسه٬ بشكل ما٬ فى اتساق مع تصورات الحزب الديمقراطى الأمريكى المعبر عن قطاع واسع من المجتمع الأمريكى٬ وتراثه المناصر للأقليات بشتى أنواعها٬ والأكثر استيعاباً للمهاجرين بالمقارنة بالحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه ترامب. ومن ثَمَّ٬ فهو يرسل٬ ولو ضمنياً٬ رسالة طمأنة إلى المجتمع الأمريكى بأنه يستطيع أن يظل على رحابته رغم محاولات الرئيس الحالى تغيير الأمر؛ وأنه لا تزال للأقليات فيه فرص للنجاح والتأثير رغم الصعوبات التى يضعها أمامهم.

وهنا أخيراً٬ يؤكد نجاح رامى مالك على حسن «الجينات المصرية»، وعلى نفاق كل مَن ادَّعى عكس ذلك فى الإعلام أو غيره: «ده شعب طول عمره جاهل»، «ده شعب كسلان» وغيرهما، فنجاح «مالك» يعكس قدرة النظام الأمريكى على توفير مسار مهنى قادر على دمج المتميز مهنياً وتطويره٬ وإن كان أقل تميزاً اجتماعياً؛ وهو فى الوقت نفسه يؤكد على أن الشعب المصرى يستطيع النجاح فقط لو وُفِّر له مثل هذا النظام الكفء.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاح رامي مالك نجاح رامي مالك



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon