توقيت القاهرة المحلي 09:17:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لن يترشح

  مصر اليوم -

لن يترشح

بقلم - نادين عبدالله

بعد تظاهرات ضخمة لم تشهدها الجزائر لسنوات عديدة مضت٬ رضخ الرئيس بوتفليقة لمطالب جماهير المحتجين٬ فأعلن عدم ترشحه للولاية الخامسة٬ بل وأقر ما يشبه خارطة طريق تسمح بانتقال السلطة بعد عام من خلال انتخابات رئاسية جديدة. لا يمكن التكهن بما ستؤول إليه الأمور٬ فجميع السيناريوهات مفتوحة٬ ولكن أمرًا واحدًا لايزال مؤكدًا: قطاع عريض من الشعب الجزائرى تخلص من رعب أو من «تروما» الحرب الأهلية المريرة٬ فلم يعد يخاف القمع٬ ولم يعد يهاب الخيارات الصعبة.

تحدثنا نظريات الحركات الاجتماعية على أن الحراك الاجتماعى في الأغلب الأعم لا تفسره فقط وجود أسباب مثيرة للغضب أو السخط، بل يحفزه أيضًا تواجد فرص سياسية ما على غرار انفتاح النظام السياسى٬ ووجود مساحات حرة ولو صغيرة، أو انخفاض درجات القمع بما يسهل عملية التنظيم والتحرك، أو وجود إعلام حر ولو نسبياً يسمح بالنقاش ويعطى الحراك زخمًا، أو وجود حلفاء أقوياء يقومون بدعمه سياسيًا أو تنظيميًا. وقد توافرت بعض هذه العناصر٬ في مصر٬ في آخر سنوات حكم مبارك، وهو ما جعل البعض يعتبر مؤخرًا أن إغلاق المجال العام بالضبة والمفتاح هو الطريق الآمن والأكيد لضمان الاستقرار. بالطبع٬ هذا تصور قاصر لأن الرئيس مبارك استمر في الحكم ما يزيد على ثلاثين عامًا، مسجلاً رقمًا تاريخيًا بالمقارنة بباقى رؤساء جمهورية مصر العربية، فقط لأنه عرف كيف يترك مساحات للناس فيتجنب خنقهم، ومن ثَمَّ يتلافى فورانهم.

فعليًا٬ لم يحفز تظاهرات الجزائر وجود أي فرص سياسية واضحة٬ بل على الأرجح٬ العكس هو الصحيح. والأهم هو أنها اندلعت في لحظة كان الجميع يظن فيها أن المجتمع الجزائرى مستكين، فهو لم يتحرك في لحظات حراك العديد من الشعوب العربية في 2011 بل ظل في سبات عميق، أو قابعًا تحت نير العشرية السوداء٬ وما تركته من فزع أثقل القلوب وأثبط الهمم. ولكنه فاجأ الجميع٬ فانتفض في لحظة لم يتوقعها أحد٬ وفى غياب أي فرص سياسية محفزة، فالحقيقة هي أن العلم يعطى مفاتيح للفهم والتحليل٬ ولكنه لا يستطيع التكهن بلحظة يتكون فيها خيال جمعى محتج أو غير قابل لنمط معين من الإدارة السياسية.

نعم٬ يمكن أن تراقب جيدًا كوب ماء يمتلئ٬ لكن لا يمكنك أبدًا أن تدرك آخر نقطة حين تنزلق لتمنعها. بالقطع٬ يمكن أن تستمتع بالهدوء٬ لكنك لن تعرف أنه الذي يسبق العاصفة إلا ربما بعد فوات الأوان.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لن يترشح لن يترشح



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon