توقيت القاهرة المحلي 05:51:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لن يترشح

  مصر اليوم -

لن يترشح

بقلم - نادين عبدالله

بعد تظاهرات ضخمة لم تشهدها الجزائر لسنوات عديدة مضت٬ رضخ الرئيس بوتفليقة لمطالب جماهير المحتجين٬ فأعلن عدم ترشحه للولاية الخامسة٬ بل وأقر ما يشبه خارطة طريق تسمح بانتقال السلطة بعد عام من خلال انتخابات رئاسية جديدة. لا يمكن التكهن بما ستؤول إليه الأمور٬ فجميع السيناريوهات مفتوحة٬ ولكن أمرًا واحدًا لايزال مؤكدًا: قطاع عريض من الشعب الجزائرى تخلص من رعب أو من «تروما» الحرب الأهلية المريرة٬ فلم يعد يخاف القمع٬ ولم يعد يهاب الخيارات الصعبة.

تحدثنا نظريات الحركات الاجتماعية على أن الحراك الاجتماعى في الأغلب الأعم لا تفسره فقط وجود أسباب مثيرة للغضب أو السخط، بل يحفزه أيضًا تواجد فرص سياسية ما على غرار انفتاح النظام السياسى٬ ووجود مساحات حرة ولو صغيرة، أو انخفاض درجات القمع بما يسهل عملية التنظيم والتحرك، أو وجود إعلام حر ولو نسبياً يسمح بالنقاش ويعطى الحراك زخمًا، أو وجود حلفاء أقوياء يقومون بدعمه سياسيًا أو تنظيميًا. وقد توافرت بعض هذه العناصر٬ في مصر٬ في آخر سنوات حكم مبارك، وهو ما جعل البعض يعتبر مؤخرًا أن إغلاق المجال العام بالضبة والمفتاح هو الطريق الآمن والأكيد لضمان الاستقرار. بالطبع٬ هذا تصور قاصر لأن الرئيس مبارك استمر في الحكم ما يزيد على ثلاثين عامًا، مسجلاً رقمًا تاريخيًا بالمقارنة بباقى رؤساء جمهورية مصر العربية، فقط لأنه عرف كيف يترك مساحات للناس فيتجنب خنقهم، ومن ثَمَّ يتلافى فورانهم.

فعليًا٬ لم يحفز تظاهرات الجزائر وجود أي فرص سياسية واضحة٬ بل على الأرجح٬ العكس هو الصحيح. والأهم هو أنها اندلعت في لحظة كان الجميع يظن فيها أن المجتمع الجزائرى مستكين، فهو لم يتحرك في لحظات حراك العديد من الشعوب العربية في 2011 بل ظل في سبات عميق، أو قابعًا تحت نير العشرية السوداء٬ وما تركته من فزع أثقل القلوب وأثبط الهمم. ولكنه فاجأ الجميع٬ فانتفض في لحظة لم يتوقعها أحد٬ وفى غياب أي فرص سياسية محفزة، فالحقيقة هي أن العلم يعطى مفاتيح للفهم والتحليل٬ ولكنه لا يستطيع التكهن بلحظة يتكون فيها خيال جمعى محتج أو غير قابل لنمط معين من الإدارة السياسية.

نعم٬ يمكن أن تراقب جيدًا كوب ماء يمتلئ٬ لكن لا يمكنك أبدًا أن تدرك آخر نقطة حين تنزلق لتمنعها. بالقطع٬ يمكن أن تستمتع بالهدوء٬ لكنك لن تعرف أنه الذي يسبق العاصفة إلا ربما بعد فوات الأوان.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لن يترشح لن يترشح



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon