توقيت القاهرة المحلي 08:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا نصدق الناس؟

  مصر اليوم -

لماذا لا نصدق الناس

بقلم : نادين عبد الله

ينهال علينا الخطاب الإعلامي دومًا ليؤكد لنا أن المجتمع جاهل لا يفهم، وأن الشعب غير ناضج وغير متعلم، فهو لا يعرف الأصلح له، كالطفل الذى يحتاج إلى ولى أمر يقرر عنه. وهو خطاب يفتح الباب لعدم التصديق فى الناس وتصوراتهم فى المطلق، مع أنهم أصحاب الشأن والحق الأصيل فى تقرير مصيرهم. يتخذ الكثيرون من ارتفاع مستوى الجهل والفقر ذريعة لفرض فكرة ما مفادها أنه لا ينبغى الإنصات لأفكار الناس فيما يتعلق بتفضيلاتهم لطريقة معيشتهم وشكل شوارعهم ورصف طرقاتهم وأولويات حياتهم. والحقيقة هى أن مثل هذه التصورات التى لا تخلو من كبرياء غير مبرر تتناسى من ناحية، أن البلد ملىء بالأكفاء ذى العلم الوفير، ومن ناحية أخرى، أن فطرة الإنسان وتفضيلاته هى الأولى بالاحترام.

حمل كثير من سكان الأحياء المختلفة بالقاهرة أحلاما وتصورات فيما يتعلق بطريقة تطوير مناطق سكنهم ومعيشتهم، لكن لم يعبأ بها أحد، بل صارت عملية التطوير بغض النظر عن احتياجاتهم وبدون استشارتهم. ظهرت مجموعات عدة نشطت فى الأحياء التى ولدت فيها وتواصلت مع السلطات المحلية والتنفيذية من أجل الحفاظ على التراث والمساحات الخضراء فى الأحياء الأغنى، أو من أجل التبليط والإنارة والضغط من أجل التنمية والتطوير فى المناطق الفقيرة والعشوائية.

وعلى عكس ما يصور البعض أو يتصور جاءت طلبات أهالى هذه المناطق الغنى منها والأقل ثراءً مبنية على خطط مدروسة، والأهم، هى جاءت معبرة عن احتياجات الناس فى هذه المناطق وتطلعاتهم. فهؤلاء المواطنون أبدوا رغبة حقيقية فى أن يكونوا جزءًا من التخطيط والخطة، بل وتطلعوا إلى المساندة فى تطبيقها، وهو الأمر الوحيد الذى يضمن استدامتها اجتماعيًا وعمرانيًا.

أما تفضيلات الناس فكانت فى الحفاظ على الجمال (المساحات الخضراء والجمال والتناسق العمرانى) وموازنة ذلك مع تحقيق السيولة المرورية، أو تنمية مناطق المعيشة المتهالكة وغير الآدمية، خاصة فى المناطق العشوائية، بشكل يجعل سكانها جزءا لا يتجزأ من المعادلة. وهو ما يجعل التطوير لهم وبهم، هذا بدلا من التفكير فى نقل بعضهم إلى أماكن أخرى بعيدة عن سبل الرزق والعيش الكريم. فمتى نفكر فى جعل الناس جزءا من الحل لا المشكلة؟ ومتى نصدق أن الحل بهم ولهم، وأبدًا لن يكون من غيرهم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نصدق الناس لماذا لا نصدق الناس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon