توقيت القاهرة المحلي 12:17:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تبعات هزيمة ترامب

  مصر اليوم -

تبعات هزيمة ترامب

بقلم : نادين عبدالله

عرفت الولايات المتحدة تحت إدارة دونالد ترامب (ومازالت) نمط إدارة جديدا وغريبا عليها: نمط إدارة شركة لا دولة. والأهم هنا هو أن هذا الشكل نفسه اختاره الرئيس الأمريكى لإدارة علاقة بلاده بباقى الدول؛ وهو ما لم تعهده، على الأقل نسبيًا، الولايات المتحدة ولا أى دولة كبرى وديمقراطية. حسبة السياسى تختلف عن حسبة التاجر... الأول يحسب أبعاد قراراته الاجتماعية والسياسية والدولية؛ أما الثانى فيكتفى بالربح المادى ويعطيه كل الأولوية.

والحقيقة هى أن ترامب تعامل مع العالم باعتباره شركة كبيرة، ومع نظرائه فيه (بل ومواطنيه) باعتبارهم زبائن يقيم معهم علاقات بمنطق المنفعة المباشرة أو يمنعها لو انتفت الأخيرة. فهو لم يعبأ كثيرًا بمظهر الولايات المتحدة كأكبر دولة فى العالم، أو بالأعراف الدولية التى تتعدى هذا المنطق الضيق، أو حتى بتبعات قراراته على المجتمع الأمريكى. وهو أمر سيتغير بفوز بايدن حيث ستستعيد أمريكا التوازن الطبيعى فى علاقتها الدولية فتديرها بمنطق الدولة العظمى ووفقًا لمصلحة الدولة الأمريكية؛ فلا تجعل من المكاسب المادية مقياسًا وحيدًا للقرارات الاستراتيجية والسياسية وحتى الاقتصادية.

كما عرفت الولايات المتحدة تحت حكم ترامب نمط إدارة لا يعترف بمؤسسات الدولة بل يتعمد فى أحيان كثيرة إحراجها؛ ولا يعترف بالعلم بل يتعمد «الهرتلة» وشهدت حكمًا يتعمد تقسيم المجتمع وإهانة كل من مختلف؛ والتحقير من شأن الكفاءات لأجل تعيين من ينتمى إلى أفكاره المحافظة؛ وهى كلها أشكال من الإدارة لم تعتد عليها الدول الغربية ذات التقاليد الديمقراطية الراسخة نسبيًا.

ففى أوقات عديدة، أصر ترامب على الاستهتار بمهنية مؤسسات الدولة والمساس المتعمد باستقلاليتها، فكانت سلسلة الاستقالات المعروفة من كبار الموظفين بها؛ هذا بالإضافة إلى الاستهانة بالعلماء والمتخصصين، وهو ما ظهر واضحًا فى التعامل مع فيروس كورونا وانتشاره المرعب فى الولايات المتحدة. وهى أيضًا أمور ستتغير بفوز بايدن حيث ستستعيد أمريكا توازنها الداخلى واتزانها المؤسسى. لا يعنى ذلك أن نمط إدارة بايدن سيكون مثاليا، بالتأكيد لا؛ ولكنه فقط سيكون فيه عودة إلى القديم والمعتاد عليه من احترام التقاليد المؤسسية والمهنية التى عرفتها الدول الديمقراطية الكبرى.

لذا فإن فوز بايدن سيعنى استعادة الولايات المتحدة قدرا من هيبتها وتقاليدها داخليًا وخارجيًا حتى وإن كان نمط الحكم والإدارة المتوقع أبعد ما يكون عن الكمال أو المثالية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تبعات هزيمة ترامب تبعات هزيمة ترامب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon