توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطاب ترامب وجدل حرية التعبير

  مصر اليوم -

خطاب ترامب وجدل حرية التعبير

بقلم : نادين عبدالله

شهدت الولايات المتحدة حدثًا غير معهود، حيث انطلق المتظاهرون المؤيدون لترامب، إثر خطابه الرافض نتائج الانتخابات، لاجتياح مبنى الكونجرس رغبة فى منع الأخير إعلان فوز بايدن. وقد دفعت حوادث العنف هذه الكونجرس إلى تقديم طلب ثانٍ لعزل ترامب بعد الطلب الأول، الذى لم يُمرِّرْه مجلس الشيوخ فى العام الماضى. وهنا يثور التساؤل الآتى: هل يمكن أن ندرج خطاب ترامب تحت بند حرية التعبير أم لا؟

فعليًا، حرية التعبير، كغيرها من الحريات فى الدول الديمقراطية، هى حرية مطلقة لا يحدها سوى الإضرار المادى الصريح بحريات الآخرين. والمشكلة هنا هى أن خطاب ترامب جاء حمّالًا لمعانٍ وأوجه متناقضة جدًا، فهو من ناحية دعا أنصاره إلى التوجه بشكل وطنى وسلمى إلى الكونجرس والتظاهر لإعلان رفض نتيجة الانتخابات. ومن ناحية أخرى، وبشكل متناقض، طلب من أنصاره أن يقاتلوا من نار لمواجهة قرار الكونجرس بإعلان فوز بايدن، كما أعلن عدة مرات أن مؤيديه لن يستطيعوا تحمل هذا الوضع أكثر من ذلك، فى إشارة إلى إمكانية تحولهم إلى العنف فى أى لحظة.

الأصل فى الأمور هو أن حرية التعبير مكفولة للجميع، وأن الأفكار المزعجة أو تلك التى تحمل سخرية تواجَه بمثلها بالضبط، فالإهانة تظل مقبولة مادام صاحبها لم يتطرق إلى الفعل، ولكنه التزم فقط بالكلمة والتعبير. إلا أن الأمر أكثر تعقيدًا فى هذا المشهد العبثى، فأفعال العنف التى شهدتها أمريكا فى الأسبوع الماضى لم تكن فقط نتاجًا لخطاب ترامب الأخير، بل هى نتيجة خطابات تمييزية مستترة أحيانًا، ومباشرة فى أحيان أخرى، تبناها ترامب بشكل عمّق من انقسامات المجتمع الأمريكى وعزّز من روح الخرافة فيه بديلًا عن الشفافية والعلم. وهى وضعية دفعت أغلبية كبيرة فى المجتمع إلى عدم التصديق فى نتائج الانتخابات وفى مؤسسات الديمقراطية الأمريكية الراسخة رغم الدلائل القانونية الكثيرة التى أكدت هزيمة ترامب الفعلية. ومن ثَمَّ، لم يكن غريبًا أن يتجه هؤلاء إلى العنف والتظاهر، فى مشهد تعيس وبائس.

لذا فإن الأمر معقد، وليس سهلًا التوصل إلى رأى نهائى فيما يخصه، لكن الأكيد أن خطاب ترامب الذى رفض فيه ضمنيًا الاعتراف بنتائج الانتخابات غير مقبول لأنه يمس جوهر قواعد اللعبة الديمقراطية ويضربها فى مقتل. ومن ثَمَّ، وبغض النظر عن العنف الذى نجم عنه، من الصعب تصنيفه فى إطار حرية التعبير، بل فقط وضعه صراحة فى خانة خيانة المسؤولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب ترامب وجدل حرية التعبير خطاب ترامب وجدل حرية التعبير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon