توقيت القاهرة المحلي 05:19:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطاب ترامب وجدل حرية التعبير

  مصر اليوم -

خطاب ترامب وجدل حرية التعبير

بقلم : نادين عبدالله

شهدت الولايات المتحدة حدثًا غير معهود، حيث انطلق المتظاهرون المؤيدون لترامب، إثر خطابه الرافض نتائج الانتخابات، لاجتياح مبنى الكونجرس رغبة فى منع الأخير إعلان فوز بايدن. وقد دفعت حوادث العنف هذه الكونجرس إلى تقديم طلب ثانٍ لعزل ترامب بعد الطلب الأول، الذى لم يُمرِّرْه مجلس الشيوخ فى العام الماضى. وهنا يثور التساؤل الآتى: هل يمكن أن ندرج خطاب ترامب تحت بند حرية التعبير أم لا؟

فعليًا، حرية التعبير، كغيرها من الحريات فى الدول الديمقراطية، هى حرية مطلقة لا يحدها سوى الإضرار المادى الصريح بحريات الآخرين. والمشكلة هنا هى أن خطاب ترامب جاء حمّالًا لمعانٍ وأوجه متناقضة جدًا، فهو من ناحية دعا أنصاره إلى التوجه بشكل وطنى وسلمى إلى الكونجرس والتظاهر لإعلان رفض نتيجة الانتخابات. ومن ناحية أخرى، وبشكل متناقض، طلب من أنصاره أن يقاتلوا من نار لمواجهة قرار الكونجرس بإعلان فوز بايدن، كما أعلن عدة مرات أن مؤيديه لن يستطيعوا تحمل هذا الوضع أكثر من ذلك، فى إشارة إلى إمكانية تحولهم إلى العنف فى أى لحظة.

الأصل فى الأمور هو أن حرية التعبير مكفولة للجميع، وأن الأفكار المزعجة أو تلك التى تحمل سخرية تواجَه بمثلها بالضبط، فالإهانة تظل مقبولة مادام صاحبها لم يتطرق إلى الفعل، ولكنه التزم فقط بالكلمة والتعبير. إلا أن الأمر أكثر تعقيدًا فى هذا المشهد العبثى، فأفعال العنف التى شهدتها أمريكا فى الأسبوع الماضى لم تكن فقط نتاجًا لخطاب ترامب الأخير، بل هى نتيجة خطابات تمييزية مستترة أحيانًا، ومباشرة فى أحيان أخرى، تبناها ترامب بشكل عمّق من انقسامات المجتمع الأمريكى وعزّز من روح الخرافة فيه بديلًا عن الشفافية والعلم. وهى وضعية دفعت أغلبية كبيرة فى المجتمع إلى عدم التصديق فى نتائج الانتخابات وفى مؤسسات الديمقراطية الأمريكية الراسخة رغم الدلائل القانونية الكثيرة التى أكدت هزيمة ترامب الفعلية. ومن ثَمَّ، لم يكن غريبًا أن يتجه هؤلاء إلى العنف والتظاهر، فى مشهد تعيس وبائس.

لذا فإن الأمر معقد، وليس سهلًا التوصل إلى رأى نهائى فيما يخصه، لكن الأكيد أن خطاب ترامب الذى رفض فيه ضمنيًا الاعتراف بنتائج الانتخابات غير مقبول لأنه يمس جوهر قواعد اللعبة الديمقراطية ويضربها فى مقتل. ومن ثَمَّ، وبغض النظر عن العنف الذى نجم عنه، من الصعب تصنيفه فى إطار حرية التعبير، بل فقط وضعه صراحة فى خانة خيانة المسؤولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب ترامب وجدل حرية التعبير خطاب ترامب وجدل حرية التعبير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon