توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإرهاب اليمينى المتطرف

  مصر اليوم -

الإرهاب اليمينى المتطرف

بقلم - نادين عبدالله

فُجِعْنا جميعاً الأسبوع الماضى بهذا الخبر المفزع: إزهاق ما يقرب من خمسين روحاً بشرية لمُصلِّين عزل في جامع النور بنيوزيلندا على يد إرهابى أسترالى تمكن من قتل مَن طالت يده منهم بوحشية ودموية مطلقة. وعلى الرغم من أن القاتل كتب بعض الكلمات ذات المغزى على سلاحه على غرار «معركة فيينا 1683»، تلك التي شكّلت بداية تراجع الدولة العثمانية وتوسعها في شرق أوروبا، واسم «رادوفان كارادتش»، السياسى الصربى المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ومجازر في حق مسلمى البوسنة، وهى كلها إشارات لها رمزية تاريخية، إلا أنه من غير المناسب الاستسلام لإيحاءاتها الدينية، واختزال الأمر في ذلك فحسب.

فعلياً، هذه الجريمة الشنعاء لا يمكن تحليلها إلا في إطار صعود اليمين المتطرف المعادى للمهاجرين، «أغلبهم من المسلمين، وليس جميعهم». وهو خطاب كى يبرر وجوده يرفع راية «التفوق الأبيض» تارة وراية الاقتصاد «على غرار سرقة المهاجرين لفرص العمل.. إلخ» تارة أخرى. ويخفى هذا الفكر في طياته خوفاً من «الآخر» المختلف عرقياً أو دينياً أو ثقافياً، ومن ثَم،َّ تفضيلاً مطلقاً لحالة من التجانس العقيم، الذي لا يعترف بمؤشرات الاقتصاد، ولا بسُنّة الحياة، ألا وهى التنوع.

والحقيقة هي أن هذا الفعل الإرهابى يأتى كنتيجة حتمية لـ«عملية التطبيع» الغربى مع هذا الخطاب، فبعد أن كانت مثل هذه التوجهات المتطرفة مُهمَّشة ومكروهة مجتمعياً وسياسياً، بل في أحيان عديدة يعاقب عليها القانون، أصبحت في الأعوام القليلة الماضية جزءاً طبيعياً من العملية السياسية، بل مُمثَّلة أيضاً بأحزاب رسمية في البرلمان، بما يعنى أن خطابها الملىء بالكراهية والعنف بات جزءاً لا يتجزأ من الخطاب السياسى اليومى والمعتاد.

والأهم من ذلك، ظهر لهذا التوجُّه السياسى المتطرف زعيم يجسده، وهو رئيس أقوى دولة في العالم. وهو ما أكد عليه الإرهابى الذي تأثر بترامب واعتبره ملهماً للمؤمنين بـ«التفوق الأبيض»، فلا مجال للشك هنا: منح نجاح الرئيس الأمريكى شرعية لهذا الخطاب، وفرصة مضاعفة لانتشاره. ومن ثَمَّ، أضاف إلى عملية التطبيع السياسى الداخلى لدى الدول الغربية فرصة للتطبيع السياسى عالمياً أيضاً.

وهنا، لم يكن من الغريب أن ينتقل حيز العنف اللفظى لهذا الخطاب المتطرف إلى نطاق العنف الفعلى، وهو ما جسدته بالفعل العملية الإرهابية الأخيرة. وللأسف، دائرة العنف والعنف المضاد هذه لن تتوقف إلا لو تعاملنا بجدية مع الجذور السياسية والاجتماعية لبزوغه، هذا لو لم نُرِد دفن رؤوسنا في الرمال كالنعام!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب اليمينى المتطرف الإرهاب اليمينى المتطرف



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon