توقيت القاهرة المحلي 05:59:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشكلة أطفال الشوارع

  مصر اليوم -

مشكلة أطفال الشوارع

بقلم : نادين عبدالله

تعكس أزمة أطفال الشوارع فى مصر واقعًا اقتصاديًا واجتماعيًا أليمًا، فوجود هؤلاء الأطفال المساكين فى الشارع يفسره فى أغلب الأحيان العنف الذى تعرضوا له فى إطار عائلات أغلبها فقير ومُهمَّش، أو فى أوساط العمل، مما يدفعهم إلى الهرب للشارع، الذى يعانون فيه أيضًا الأمَرَّيْن. وهنا يتطلب التعامل مع أطفال الشوارع فهمًا اجتماعيًا عميقًا ليس فقط لأسباب ذهابهم إليه، بل أيضًا لما أصبح الأخير يمثله لهم، ففى الشارع ومن خلاله، تتكون شبكات صداقة وتضامن، أى علاقات اجتماعية جديدة وبديلة لتلك التى لم توفرها لهم عائلاتهم.

ومن ثَمَّ، يصبح من الصعب عليهم تركه إلا لو وُفر لهم فى المقابل جو من الدفء والحنان، وعلاقات تعوض احتياجهم النفسى والعاطفى.

والواقع أن الشارع على الرغم من قسوته وإهاناته اليومية لهؤلاء الأطفال، فإنه يتيح لهم قدرًا من الحرية تصعب التضحية بها، والعودة بسهولة إلى الالتزام بالقواعد الصارمة، فما لا يعرفه الكثيرون هنا أن شخصية الطفل القاطن فى الشارع تتغير بموجب تعاملاته فيه، بحيث يصبح أشد بأسًا كى لا نقول عنفًا أو شراسة، وهى قاعدة معروفة لأطفال الشوارع «اللى ما يقدرش على الشارع ما يقعدش فيه»، فمَن لا يستطيع تحمل مهمة الدفاع عن نفسه وجمع قوت يومه لا يمكن أن يستمر فى الشارع، وربما لن تستمر حتى حياته فيه. ومن ثَمَّ، ليس من الغريب أن يتناول عدد كبير من أطفال الشوارع المخدرات، خاصة «شم الكلة»، وهى وسائل تساعدهم على احتمال حياتهم اليومية القاسية فى الشارع، وتحمل آلام الجوع والبرد وقلة النوم (لغياب المأوى)، بالإضافة إلى نسيان أوجاعهم النفسية العديدة.

والحقيقة أن التعامل مع هذه المشكلة الاجتماعية وحماية آدمية هؤلاء الأطفال يتطلب رؤية وخطة لا تتمثل فى إيوائهم وتوفير فرص لتعليمهم المهنى، (وهو ما تبذل فيه وزارة التضامن جهدًا ملحوظًا) فقط، بل يتطلب أيضًا تعامل الدولة ككل مع منبع الأزمة بجرأة. وهو ما لن يحدث سوى باشتباكها مع مجموعة من القضايا المترابطة، أهمها غياب التنمية الريفية والهجرة إلى المدينة، وما يتداخل معها من مشكلات على غرار زيادة فقراء المدن وارتفاع الطلب على السكن غير الرسمى، خاصة مع غياب سياسات سكنية توفر سكنًا رسميًا بسعر معقول لمحدود الدخل، فحان الوقت أن نعى الأمر وننقذ هؤلاء الأطفال من قسوة الشارع
وبؤس المصير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة أطفال الشوارع مشكلة أطفال الشوارع



GMT 21:05 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

ترامب وزيلنسكى.. عودة منطق القوة الغاشمة!

GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:53 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

خبير مفرقعات يفجر مفاجأة حول حادث محطة مصر

GMT 19:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

كواليس الليلة الأخيرة لـ"عروس العياط" ضحيّة برودة الطقس

GMT 10:23 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"THAT House" بيت زجاجي معاصر بديكور داخلي مذهل

GMT 02:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

نشوى مصطفى تؤكّد أنها تعشق التسوق في المولات

GMT 19:53 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

تحذيرات من ثوران بركان"فوجي" في طوكيو

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

شركة " PayPal" تفعّل الدفع الإلكتروني لأجهزة سامسونج

GMT 14:22 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

سموحة مهتم بالتعاقد مع بانسيه لاعب المصري

GMT 22:39 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

الكشف عن صورة صادمة للراقصة الروسية جوهرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon