توقيت القاهرة المحلي 08:52:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشكلة أطفال الشوارع

  مصر اليوم -

مشكلة أطفال الشوارع

بقلم : نادين عبدالله

تعكس أزمة أطفال الشوارع فى مصر واقعًا اقتصاديًا واجتماعيًا أليمًا، فوجود هؤلاء الأطفال المساكين فى الشارع يفسره فى أغلب الأحيان العنف الذى تعرضوا له فى إطار عائلات أغلبها فقير ومُهمَّش، أو فى أوساط العمل، مما يدفعهم إلى الهرب للشارع، الذى يعانون فيه أيضًا الأمَرَّيْن. وهنا يتطلب التعامل مع أطفال الشوارع فهمًا اجتماعيًا عميقًا ليس فقط لأسباب ذهابهم إليه، بل أيضًا لما أصبح الأخير يمثله لهم، ففى الشارع ومن خلاله، تتكون شبكات صداقة وتضامن، أى علاقات اجتماعية جديدة وبديلة لتلك التى لم توفرها لهم عائلاتهم.

ومن ثَمَّ، يصبح من الصعب عليهم تركه إلا لو وُفر لهم فى المقابل جو من الدفء والحنان، وعلاقات تعوض احتياجهم النفسى والعاطفى.

والواقع أن الشارع على الرغم من قسوته وإهاناته اليومية لهؤلاء الأطفال، فإنه يتيح لهم قدرًا من الحرية تصعب التضحية بها، والعودة بسهولة إلى الالتزام بالقواعد الصارمة، فما لا يعرفه الكثيرون هنا أن شخصية الطفل القاطن فى الشارع تتغير بموجب تعاملاته فيه، بحيث يصبح أشد بأسًا كى لا نقول عنفًا أو شراسة، وهى قاعدة معروفة لأطفال الشوارع «اللى ما يقدرش على الشارع ما يقعدش فيه»، فمَن لا يستطيع تحمل مهمة الدفاع عن نفسه وجمع قوت يومه لا يمكن أن يستمر فى الشارع، وربما لن تستمر حتى حياته فيه. ومن ثَمَّ، ليس من الغريب أن يتناول عدد كبير من أطفال الشوارع المخدرات، خاصة «شم الكلة»، وهى وسائل تساعدهم على احتمال حياتهم اليومية القاسية فى الشارع، وتحمل آلام الجوع والبرد وقلة النوم (لغياب المأوى)، بالإضافة إلى نسيان أوجاعهم النفسية العديدة.

والحقيقة أن التعامل مع هذه المشكلة الاجتماعية وحماية آدمية هؤلاء الأطفال يتطلب رؤية وخطة لا تتمثل فى إيوائهم وتوفير فرص لتعليمهم المهنى، (وهو ما تبذل فيه وزارة التضامن جهدًا ملحوظًا) فقط، بل يتطلب أيضًا تعامل الدولة ككل مع منبع الأزمة بجرأة. وهو ما لن يحدث سوى باشتباكها مع مجموعة من القضايا المترابطة، أهمها غياب التنمية الريفية والهجرة إلى المدينة، وما يتداخل معها من مشكلات على غرار زيادة فقراء المدن وارتفاع الطلب على السكن غير الرسمى، خاصة مع غياب سياسات سكنية توفر سكنًا رسميًا بسعر معقول لمحدود الدخل، فحان الوقت أن نعى الأمر وننقذ هؤلاء الأطفال من قسوة الشارع
وبؤس المصير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة أطفال الشوارع مشكلة أطفال الشوارع



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon