توقيت القاهرة المحلي 14:05:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشكلة أطفال الشوارع

  مصر اليوم -

مشكلة أطفال الشوارع

بقلم : نادين عبدالله

تعكس أزمة أطفال الشوارع فى مصر واقعًا اقتصاديًا واجتماعيًا أليمًا، فوجود هؤلاء الأطفال المساكين فى الشارع يفسره فى أغلب الأحيان العنف الذى تعرضوا له فى إطار عائلات أغلبها فقير ومُهمَّش، أو فى أوساط العمل، مما يدفعهم إلى الهرب للشارع، الذى يعانون فيه أيضًا الأمَرَّيْن. وهنا يتطلب التعامل مع أطفال الشوارع فهمًا اجتماعيًا عميقًا ليس فقط لأسباب ذهابهم إليه، بل أيضًا لما أصبح الأخير يمثله لهم، ففى الشارع ومن خلاله، تتكون شبكات صداقة وتضامن، أى علاقات اجتماعية جديدة وبديلة لتلك التى لم توفرها لهم عائلاتهم.

ومن ثَمَّ، يصبح من الصعب عليهم تركه إلا لو وُفر لهم فى المقابل جو من الدفء والحنان، وعلاقات تعوض احتياجهم النفسى والعاطفى.

والواقع أن الشارع على الرغم من قسوته وإهاناته اليومية لهؤلاء الأطفال، فإنه يتيح لهم قدرًا من الحرية تصعب التضحية بها، والعودة بسهولة إلى الالتزام بالقواعد الصارمة، فما لا يعرفه الكثيرون هنا أن شخصية الطفل القاطن فى الشارع تتغير بموجب تعاملاته فيه، بحيث يصبح أشد بأسًا كى لا نقول عنفًا أو شراسة، وهى قاعدة معروفة لأطفال الشوارع «اللى ما يقدرش على الشارع ما يقعدش فيه»، فمَن لا يستطيع تحمل مهمة الدفاع عن نفسه وجمع قوت يومه لا يمكن أن يستمر فى الشارع، وربما لن تستمر حتى حياته فيه. ومن ثَمَّ، ليس من الغريب أن يتناول عدد كبير من أطفال الشوارع المخدرات، خاصة «شم الكلة»، وهى وسائل تساعدهم على احتمال حياتهم اليومية القاسية فى الشارع، وتحمل آلام الجوع والبرد وقلة النوم (لغياب المأوى)، بالإضافة إلى نسيان أوجاعهم النفسية العديدة.

والحقيقة أن التعامل مع هذه المشكلة الاجتماعية وحماية آدمية هؤلاء الأطفال يتطلب رؤية وخطة لا تتمثل فى إيوائهم وتوفير فرص لتعليمهم المهنى، (وهو ما تبذل فيه وزارة التضامن جهدًا ملحوظًا) فقط، بل يتطلب أيضًا تعامل الدولة ككل مع منبع الأزمة بجرأة. وهو ما لن يحدث سوى باشتباكها مع مجموعة من القضايا المترابطة، أهمها غياب التنمية الريفية والهجرة إلى المدينة، وما يتداخل معها من مشكلات على غرار زيادة فقراء المدن وارتفاع الطلب على السكن غير الرسمى، خاصة مع غياب سياسات سكنية توفر سكنًا رسميًا بسعر معقول لمحدود الدخل، فحان الوقت أن نعى الأمر وننقذ هؤلاء الأطفال من قسوة الشارع
وبؤس المصير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة أطفال الشوارع مشكلة أطفال الشوارع



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:57 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

مي عمر تكشف أسباب قبولها دور راقصة
  مصر اليوم - مي عمر تكشف أسباب قبولها دور راقصة

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon