توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استباحة طفلة

  مصر اليوم -

استباحة طفلة

بقلم : نادين عبدالله

انتشر فيديو التحرش بالطفلة المسكينة انتشارًا مدويًا فى وسائل التواصل الاجتماعى. وهنا يثور تساؤل: تخيل معى أن السيدة العاملة بمعمل التحاليل لم تهتم بحادثة التحرش التى نقلتها لها الكاميرات، وأنها لم تتدخل لتنقذ الطفلة؟ ماذا كان سيحدث؟ الإجابة بسيطة: ستزداد أعداد ضحايا لا حول لهم ولا قوة وتتوالى، ذلك لأنه ليس من كشف لجرم الجانى ولا من عقاب له. أن تتستر على جانٍ أو تستر عليه يعنى أن تسهم ببساطة فى زيادة عدد الضحايا، الذين يترك فيهم هذا الأذى آثارًا نفسية لن يداويها الزمن، ولن يمحوها.

يعتبر البعض أن الفقر والحرمان سبب للتحرش. ولكن ماذا إذا كنا نتحدث عن تحرش رجل مقتدر يسكن فى حى راقٍ؟ ويعتبر آخرون أن التحرش سببه ملابس المرأة، ولكن ماذا عن التحرش بطفلة غلبانة؟ وماذا عن التحرش بالمنتقبات أو المحجبات، اللاتى يشكلن أغلبية النساء فى مصر أصلًا؟ سيقول أحدهم إن الرجل مريض بداء الانجذاب الجنسى للأطفال (البيدوفيليا)، لا نعرف، لكن ربما هذا صحيح.

على العموم دعونا نوضح، لو كان هذا المرض يدفع أى شخص إلى الانجذاب الجنسى للأطفال، فهذا لا يحميه بأى شكل من مسؤولية ارتكاب جريمة التحرش أو هتك العرض أو الاغتصاب، فلو كان المرض يدفعه إلى الانجذاب فإرادته لابد أن تمنعه من ترجمة ذلك إلى جريمة. المرض قد يدفع إلى التجاوز أما العقل والإرادة فلابد أن يمنعا ذلك، وهو أمر لن يحدث إلا لو عرف الشخص أنه سيُواجَه بعقاب رادع. ربما فى هذه الحالة سيطلب أيضًا العلاج. وهل يستجرئ أحدهم على الاقتراب من أى طفلة فى شارع دولة أوروبية معتذرًا بأنه ينجذب جنسيًا إلى الأطفال؟ بالطبع لا، فهو ببساطة سيتلقى عقابًا قاسيًا من الدولة، كما أن غالبية المجتمع ستلفظه باعتباره متحرشًا آثمًا.

لذا دعونا نواجه الحقيقة المؤلمة: التحرش فى مصر هو نتاج لثقافة الاستباحة التى تأصلت فى المجتمع، بل التطبيع معها عبر روايات أعطت فرصًا لتبريره بشكل يجعل المتحرش دائمًا فوق المساءلة وكأنه ضحية لا جانٍ ومغتصب، فالأزمة العميقة تكمن هنا فى ثقافة الاستباحة المستشرية تلك التى تضيع حق نصف المجتمع فى الشعور بالأمان فى وطنه. قطعًا، التحرش والاغتصاب لا علاقة لهما بالحرمان أو بملابس المرأة أو بالانجذاب الجنسى للأطفال، بل فقط بشعور الكثيرين بأن فعلتهم هذه ستمر بلا عقاب مؤسَّسى أو مجتمعى رادع لهذه الاستباحة المخجلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استباحة طفلة استباحة طفلة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon