توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استباحة طفلة

  مصر اليوم -

استباحة طفلة

بقلم : نادين عبدالله

انتشر فيديو التحرش بالطفلة المسكينة انتشارًا مدويًا فى وسائل التواصل الاجتماعى. وهنا يثور تساؤل: تخيل معى أن السيدة العاملة بمعمل التحاليل لم تهتم بحادثة التحرش التى نقلتها لها الكاميرات، وأنها لم تتدخل لتنقذ الطفلة؟ ماذا كان سيحدث؟ الإجابة بسيطة: ستزداد أعداد ضحايا لا حول لهم ولا قوة وتتوالى، ذلك لأنه ليس من كشف لجرم الجانى ولا من عقاب له. أن تتستر على جانٍ أو تستر عليه يعنى أن تسهم ببساطة فى زيادة عدد الضحايا، الذين يترك فيهم هذا الأذى آثارًا نفسية لن يداويها الزمن، ولن يمحوها.

يعتبر البعض أن الفقر والحرمان سبب للتحرش. ولكن ماذا إذا كنا نتحدث عن تحرش رجل مقتدر يسكن فى حى راقٍ؟ ويعتبر آخرون أن التحرش سببه ملابس المرأة، ولكن ماذا عن التحرش بطفلة غلبانة؟ وماذا عن التحرش بالمنتقبات أو المحجبات، اللاتى يشكلن أغلبية النساء فى مصر أصلًا؟ سيقول أحدهم إن الرجل مريض بداء الانجذاب الجنسى للأطفال (البيدوفيليا)، لا نعرف، لكن ربما هذا صحيح.

على العموم دعونا نوضح، لو كان هذا المرض يدفع أى شخص إلى الانجذاب الجنسى للأطفال، فهذا لا يحميه بأى شكل من مسؤولية ارتكاب جريمة التحرش أو هتك العرض أو الاغتصاب، فلو كان المرض يدفعه إلى الانجذاب فإرادته لابد أن تمنعه من ترجمة ذلك إلى جريمة. المرض قد يدفع إلى التجاوز أما العقل والإرادة فلابد أن يمنعا ذلك، وهو أمر لن يحدث إلا لو عرف الشخص أنه سيُواجَه بعقاب رادع. ربما فى هذه الحالة سيطلب أيضًا العلاج. وهل يستجرئ أحدهم على الاقتراب من أى طفلة فى شارع دولة أوروبية معتذرًا بأنه ينجذب جنسيًا إلى الأطفال؟ بالطبع لا، فهو ببساطة سيتلقى عقابًا قاسيًا من الدولة، كما أن غالبية المجتمع ستلفظه باعتباره متحرشًا آثمًا.

لذا دعونا نواجه الحقيقة المؤلمة: التحرش فى مصر هو نتاج لثقافة الاستباحة التى تأصلت فى المجتمع، بل التطبيع معها عبر روايات أعطت فرصًا لتبريره بشكل يجعل المتحرش دائمًا فوق المساءلة وكأنه ضحية لا جانٍ ومغتصب، فالأزمة العميقة تكمن هنا فى ثقافة الاستباحة المستشرية تلك التى تضيع حق نصف المجتمع فى الشعور بالأمان فى وطنه. قطعًا، التحرش والاغتصاب لا علاقة لهما بالحرمان أو بملابس المرأة أو بالانجذاب الجنسى للأطفال، بل فقط بشعور الكثيرين بأن فعلتهم هذه ستمر بلا عقاب مؤسَّسى أو مجتمعى رادع لهذه الاستباحة المخجلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استباحة طفلة استباحة طفلة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon