توقيت القاهرة المحلي 09:04:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا تعني هزيمة ترامب؟

  مصر اليوم -

ماذا تعني هزيمة ترامب

بقلم : نادين عبدالله

انتهت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تلك التى تابعها العالم بشغف كبير، بفوز بايدن بعد عمل دؤوب وتعب كبير للحزب الديمقراطى فى تنظيم الصفوف والوصول للناس، لكن ماذا تعنى هزيمة ترامب، هذا الرجل الذى تربع على عرش دولة قوية ومؤثرة عالميًا مثل الولايات المتحدة؟ قناعتى هى أن خروجه من السلطة يعنى تراجعًا للقيم التى حملها داخليًا وخارجيًا.

فعليًا، عززت خطابات ترامب وقراراته المعادية للتنوع عملية تقسيم المجتمع الأمريكى، بل وقتلت فيه روح قبول الآخر المختلف على أساس الشراكة فى الوطن. وفى هذا الإطار، صعد اليمين المحافظ فى العديد من الدول الأوروبية، هذا التيار، الذى طالما احتقر قيم العدالة والمساواة، وبالغ فى الاعتداد بالوطنية، وعادَى المهاجرين وكره التنوع، فقد وجد الأخير فى وجود الرئيس الأمريكى، الذى يحمى نفس القيم فى بلاده، سببًا للانتشار والترعرع. وهو الأمر الذى عبرت عنه نتائج الانتخابات الأخيرة فى العديد من الدول الأوروبية، حيث الانتصارات الواضحة لأصحاب هذه الأفكار، فهل يعنى ذلك أن فوز بايدن سيؤدى مرة واحدة إلى اختفاء هذا التيار؟ بالطبع، الأمر ليس بهذه السلاسة، لأن هناك أسبابًا مجتمعية دفعت إلى بزوغ هذا التيار، مثل زيادة حدة السياسات الاقتصادية النيوليبرالية والأضرار الاجتماعية التى سبّبتها وتآكل قدرة النخب السياسية التقليدية على الوصول للناس والتفاعل مع مشكلاتهم، لكن الأكيد هو أن هزيمة ترامب ستؤدى إلى إضعاف شرعية هذا التيار بشكل تدريجى.

واقعيًا، قدم ترامب وهو فى السلطة نموذجًا فريدًا لعرقلة عمل مؤسسات الدولة، والتحقير من التقاليد المؤسَّسية المبنية على قيم الديمقراطية والمواطنة، فحاول الترويج للسلطوية باعتبارها تعبيرًا عن القوة، وسعى إلى إعمال قانون الغابة فى مقابل دولة القانون بشكل دفع إلى نشر قيم البقاء للأقوى. وهو الأمر الذى استمر حتى بعد هزيمته بمحاولته الطعن والتشكيك فى نتيجة الانتخابات، أحد الأركان الأساسية للنظام الديمقراطى، فقط لأنه لم ينجح فيها. وهى جميعها أمور شجعت فى الخارج مَن لا يحمل احترامًا للديمقراطية وقيمها على أن يستمر فى ذلك بسلاسة وسهولة. بالتأكيد لا يعنى ذلك أن فوز بايدن سيدفع إلى تحول الدول إلى الديمقراطية فى ليلة وضحاها، ولكنه سيعنى ببساطة الدخول فى عهد جديد فيه نزع لكثير من الشرعية الدولية، التى أُعطيت سابقًا لقيم السلطوية وعدم احترام سيادة المؤسسات ودولة القانون، فببساطة، فوز بايدن يعنى بدء مرحلة جديدة تحمل قيمًا مختلفة، حتى وإن كان تأثيرها بطيئًا وتدريجيًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تعني هزيمة ترامب ماذا تعني هزيمة ترامب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon