توقيت القاهرة المحلي 08:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نقضى على الجمال؟

  مصر اليوم -

لماذا نقضى على الجمال

بقلم : نادين عبدالله

شهدت مصر الجديدة حركة تغيير جذرى فى عمرانها لم تشهدها منذ عشرات السنين. واليوم يستمر مسلسل تغيير هويتها بمبادرات حكومية تسعى إلى إنهاء جزء من تراثها الحضارى عبر إنشاء كوبرى يخفى كنيسة البازيليك الجميلة بمعمارها المبهر. الهدف من ذلك هو تحقيق السيولة المرورية، ولكنه أمر غير مفهوم إلى حد كبير، فهذه الأخيرة قد تحققت بالفعل بعد التغييرات العمرانية الأخيرة بكلفة عالية جدًا، فكان ضحيتها جمال هذا الحى بمساحاته الخضراء التى تشعرك بالدفء والتناغم.

وللأسف، ما حدث فى قلب مصر الجديدة يمتد اليوم إلى أطرافها، حيث قرارات القضاء على أغلب المساحات الخضراء فى عدة شوارع رئيسية بمنطقة مساكن شيراتون الراقية. والحجج نفسها مستمرة: تحقيق السيولة المرورية حتى ولو على أنقاض متنفس الهواء النظيف الوحيد فى هذه المنطقة الجميلة، فما يبدو ظاهرًا هو أن إعمال الجمال فى المساحات العامة ليس من أولويات الدولة، فلو أردت العيش فى بيئة نظيفة، ولو أحببتَ أن تستمتع بوجود مساحات خضراء ومناظر مريحة للعين، فيمكن أن تحصل على ذلك فى المساحات الخاصة (فى الكومباوندز، فى الفيلات، فى النوادى الخاصة... إلخ)، أما المساحات الخضراء العامة فليست مهمة، وكأن خصخصة الجمال واعتياد القبح أمر طبيعى.

أعرف أن القبح والجمال أمران نسبيان، إلا أن أهل المكان هم مَن لهم حق تحديد ملامح هذا الجمال، هذا الذى ترسخ فى أذهان سكانها وعموم المواطنين بارتباطه بمساحات خضراء جميلة (باتت غائبة عن القاهرة على أى حال)، ومساحات ممهدة للمشاة (تعطى جمالًا وألفة فى بلد لا تجد فيه رصيفًا سليمًا يصلح للمشى عليه)، وهى اختفت الآن، فتكبدت مصر الجديدة خسائر حقيقية فى الأرواح، بعد ارتفاع معدل الحوادث بشكل غير مسبوق.

فعليًا، علاقة أهل أى حى به هى علاقة عميقة، يرتبط فيها السكان ليس بمكان مصمت، بل بذكريات وأفكار وعواطف تربطهم بكل منطقة فيه، فهذه المساحة المسكونة تصير جزءًا منهم، وهم يضحون قطعة منها. وبما أن هذه العلاقة الإنسانية لها هذا الامتداد الزمنى والمكانى فقرار تغيير أبعادها يتطلب التشاور مع المعنيين بالأمر، ولا يمكن أن يأتى نتاجًا لقرارات فردية حتى لو كان الهدف هو السيولة المرورية، فتحقيق الأخيرة أيضًا له سبل وتصورات عديدة ومختلفة، من ثَمَّ فإن تفضيل خيار على آخر لابد أن يستند إلى رأى أهل المنطقة وأصحاب الحى أنفسهم، فلا يُفرض عليهم فرضًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نقضى على الجمال لماذا نقضى على الجمال



GMT 09:28 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

عربيًا.. لا يمر!

GMT 09:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 09:18 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

«اللي عمله ربنا مش هيغيره بشر»

GMT 10:18 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

ملكاتُ وملوكُ السَّلف الجميل.. يجوبون العالم!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon