توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طفل الشارع

  مصر اليوم -

طفل الشارع

بقلم : نادين عبدالله

هل نظرت مرة من سيارتك فوجدت طفلا ملقى فى الشارع فى عز ليل برده قارس، أو فى عز نهار حرارته لا تحتمل؟.. بالتأكيد حدث ذلك؛ وبالتأكيد أيضًا وجدت هؤلاء الأطفال الغلابة يتسارعون إليك فى الشارع طلبًا للمال أو لبيع المناديل أو غيرها من المستلزمات. أتوقع أن تكون مشاعرك تجاه هؤلاء الأطفال مختلطة: بها مزيج من الخوف والغضب والشفقة والحنان.

والحقيقة هى أن تواجد هؤلاء الأطفال فى الشارع يعكس مشكلة اجتماعية حقيقية فى مصر ترجع بالأساس إلى تعرضهم إلى عنف مادى أو جنسى أو معنوى، فى إطار عائلات أغلبها فقير ومهمش، أو فى أوساط العمل مما يدفعهم إلى الهرب إلى الشارع الذى يعانون فيه أيضِا الأمرين بدءًا من آلام رفض المجتمع لهم، ومن عنف جديد يوجهه ضدهم المارة أو سكان المناطق التى يقطنونها؛ وانتهاءً باستدراكهم فى شبكات الجريمة أو تجارة المخدرات.

واقعيًا، يتطلب التعامل مع طفل الشارع فهمًا اجتماعيًا عميقًا ليس فقط لأسباب ذهابه إلى هناك بل أيضِا لما أصبح الأخير يمثله له. ففى الشارع ومن خلاله، تتكون شبكات صداقة وتضامن بين قاطنيه من الأطفال، أى علاقات اجتماعية جديدة وبديلة لتلك التى لم توفرها لهم عائلاتهم. ومن ثم، يصبح من الصعب عليهم تركها إلا لو وفر لهم فى المقابل جو من الدفء والحنان، وعلاقات تعوض احتياجهم النفسى والعاطفى.

والحقيقة هى أن علاج هذه الأزمة الاجتماعية من المنبع يتطلب اشتباكا مدروسًا مع مجموعة من القضايا المترابطة، أهمها غياب التنمية الريفية وزيادة كثافة فقراء المدن وما يولده ذلك من ارتفاع الطلب على السكن العشوائى، خاصة مع غياب سياسات سكنية توفر سكنا رسميا بسعر معقول للفقير، هذا إلى الحد الذى وصل فيه إنتاج القطاع غير الرسمى للسكن إلى 65٪ من إجمالى توفيره فى 2015. ويتعلق بذلك مشكلة أخرى وهى عمالة الأطفال، تلك التى ينبغى أن يراقبها القانون بشكل أكثر إحكامًا مع إعطاء ضمانات لحماية حقوق العاملين من المراهقين ممن هم فوق الخمسة عشر عامًا. فكما سبق أن أسلفنا، المعاملة القاسية والعنف الذى يعانى منه هؤلاء يعد من أهم أسباب هربهم إلى الشارع.

وأخيرًا، يتطلب علاج هذه المشكلة التفكير الجدى فى توفير فرص للتعليم المهنى لهؤلاء الأطفال بهدف إعادة دمجهم مجتمعيا، خاصة أن حياة الشارع تضيع عليهم فرصة تنمية إمكانياتهم وقدراتهم لإيجاد عمل مناسب يجعلهم قادرين على العيش الكريم خارجه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفل الشارع طفل الشارع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon