توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طفل الشارع

  مصر اليوم -

طفل الشارع

بقلم : نادين عبدالله

هل نظرت مرة من سيارتك فوجدت طفلا ملقى فى الشارع فى عز ليل برده قارس، أو فى عز نهار حرارته لا تحتمل؟.. بالتأكيد حدث ذلك؛ وبالتأكيد أيضًا وجدت هؤلاء الأطفال الغلابة يتسارعون إليك فى الشارع طلبًا للمال أو لبيع المناديل أو غيرها من المستلزمات. أتوقع أن تكون مشاعرك تجاه هؤلاء الأطفال مختلطة: بها مزيج من الخوف والغضب والشفقة والحنان.

والحقيقة هى أن تواجد هؤلاء الأطفال فى الشارع يعكس مشكلة اجتماعية حقيقية فى مصر ترجع بالأساس إلى تعرضهم إلى عنف مادى أو جنسى أو معنوى، فى إطار عائلات أغلبها فقير ومهمش، أو فى أوساط العمل مما يدفعهم إلى الهرب إلى الشارع الذى يعانون فيه أيضِا الأمرين بدءًا من آلام رفض المجتمع لهم، ومن عنف جديد يوجهه ضدهم المارة أو سكان المناطق التى يقطنونها؛ وانتهاءً باستدراكهم فى شبكات الجريمة أو تجارة المخدرات.

واقعيًا، يتطلب التعامل مع طفل الشارع فهمًا اجتماعيًا عميقًا ليس فقط لأسباب ذهابه إلى هناك بل أيضِا لما أصبح الأخير يمثله له. ففى الشارع ومن خلاله، تتكون شبكات صداقة وتضامن بين قاطنيه من الأطفال، أى علاقات اجتماعية جديدة وبديلة لتلك التى لم توفرها لهم عائلاتهم. ومن ثم، يصبح من الصعب عليهم تركها إلا لو وفر لهم فى المقابل جو من الدفء والحنان، وعلاقات تعوض احتياجهم النفسى والعاطفى.

والحقيقة هى أن علاج هذه الأزمة الاجتماعية من المنبع يتطلب اشتباكا مدروسًا مع مجموعة من القضايا المترابطة، أهمها غياب التنمية الريفية وزيادة كثافة فقراء المدن وما يولده ذلك من ارتفاع الطلب على السكن العشوائى، خاصة مع غياب سياسات سكنية توفر سكنا رسميا بسعر معقول للفقير، هذا إلى الحد الذى وصل فيه إنتاج القطاع غير الرسمى للسكن إلى 65٪ من إجمالى توفيره فى 2015. ويتعلق بذلك مشكلة أخرى وهى عمالة الأطفال، تلك التى ينبغى أن يراقبها القانون بشكل أكثر إحكامًا مع إعطاء ضمانات لحماية حقوق العاملين من المراهقين ممن هم فوق الخمسة عشر عامًا. فكما سبق أن أسلفنا، المعاملة القاسية والعنف الذى يعانى منه هؤلاء يعد من أهم أسباب هربهم إلى الشارع.

وأخيرًا، يتطلب علاج هذه المشكلة التفكير الجدى فى توفير فرص للتعليم المهنى لهؤلاء الأطفال بهدف إعادة دمجهم مجتمعيا، خاصة أن حياة الشارع تضيع عليهم فرصة تنمية إمكانياتهم وقدراتهم لإيجاد عمل مناسب يجعلهم قادرين على العيش الكريم خارجه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفل الشارع طفل الشارع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon