توقيت القاهرة المحلي 08:49:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توجهات اجتماعية جديدة

  مصر اليوم -

توجهات اجتماعية جديدة

بقلم : نادين عبدالله

هى تظهر فى المجتمع المصرى بشكل ملحوظ حتى ولو مازال هامشيًا. فعليًا، مجموعات كبيرة من الشباب ترفض أكثر فأكثر الانصياع لقواعد التيار الرئيسى فى المجتمع. فهى ببساطة تختار نمط حياة مختلفًا، يتضمن جودة حياة أعلى، وحرية أكبر تتخطى الأطر المجتمعية الجامدة.

كثير منهم يكره النمط العمرانى السائد، فهو لا يحب أن يعيش فى مدينة أو عاصمة شديدة الازدحام تضغط على الأعصاب وتوترها، مدينة تفتقر إلى مساحات خضراء تعطى لسكانها فرصة لاستنشاق هواء نظيف أو قضاء وقت جميل بلا قيود وبدون دفع أموال كثيرة. بعضهم قرر أن يترك العاصمة ويعيش بجانب الطبيعة، وبعضهم لم يستطع لذلك سبيلًا، فحاول الذهاب إليها كلما أمكن.

والحقيقة أن كثيرًا منهم يرفض أيضًا النظام الاجتماعى الأبوى الذى يفرض تبنى سلوكيات معينة لا تقنعهم فيما يخص مثلًا طريقة اللبس أو الخروجات، أو عندما يتعلق الأمر باختيار الأصدقاء أو شريك الحياة. فهى تسير جميعها وفقًا لـ«روشتة»، خَطّتها أعراف المجتمع أحيانًا أو الوعظ الدينى فى أحيانٍ أخرى، وتناقلتها الأجيال حتى سارت راسخة، فجاءوا هم لرفضها بوضوح. كما أن كثيرًا منهم لا يحلو له النمط الاقتصادى الحالى الذى يُقيّم الإنسان بما يملك من مال وقدرة على شراء «الماركات العالمية»، وغيرها، ولا يحترمه فقط لما يتبناه من قيم وما يحمله قلبه من حب وعقله من معرفة.

توجهات شبيهة بتلك ظهرت فى الدول الغربية فى أواخر الستينيات. فمع تطور النظام الرأسمالى ومع إشباع الحاجات المادية المباشرة، تطلعت فئات مجتمعية عدة إلى تحقيق مطالب غير مادية تتعلق بتحسين جودة الحياة وبالحرية فى اختيار شكل حياتها، فظهرت فى البداية مجموعات «الهيبيز» الذين قرروا الحياة مع الطبيعة وفى وسطها، وتبنوا نسقًا قيميًا مختلفًا عن السائد اجتماعيًا بل صادمًا له، ورفضوا النظام الرأسمالى وما يفرضه من تنميط للحياة وللإنسان، كما ظهرت الحركات الاجتماعية البيئية والنسوية بشكلها الراديكالى.

لم تتحول جميع هذه الحركات فى المجتمعات الغربية لتصبح جزءًا من التيار الرئيسى فيها، ولكنها نجحت فى التأثير فيه. فهى جعلته قادرًا على تقبل وجودها، ومن ثم تغيرت قيمه وأعرافه فصار أكثر انفتاحًا على ما هو جديد ومختلف. فهل تصير هذه المجموعات المجتمعية ذات التوجهات الاجتماعية الجديدة نواة تغيير اجتماعى فى هذا البلد، ووسيلة لتطوير التيار المجتمعى الرئيسى به؟.. بالطبع يصعب التنبؤ بالمستقبل.. لكن ستجيبنا الأيام عن هذا التساؤل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توجهات اجتماعية جديدة توجهات اجتماعية جديدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon