توقيت القاهرة المحلي 05:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدل حرية التعبير في فرنسا

  مصر اليوم -

جدل حرية التعبير في فرنسا

بقلم : نادين عبدالله

أثارت جريمة ذبح أحد المعلمين فى فرنسا على يد إرهابى شيشانى إثر عرضه صورًا دينية مسيئة جدلًا عنيفًا فى فرنسا وخارجها. واحتدم ذلك الجدل حول حرية الرأى والتعبير وحدودها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسخرية من الدين ورموزه

والحقيقة هى أن حرية التعبير، كغيرها من الحريات فى الدول الديمقراطية، هى حرية مطلقة لا يحدها سوى الإضرار المادى الصريح بحريات الآخرين. فعليًا، تضع كثير من الدول الديمقراطية فى حالات معينة نصوصًا قانونية تجرّم خطابات الكراهية والتمييز والتحريض على العنف.. ولكن فيما غير ذلك لا توجد حدود لحرية الرأى، حتى وإن شملت إهانة المقدسات أو السخرية منها (إلا فى حالات محددة قليلة وفقًا للخبرة التاريخية الخاصة بكل مجتمع). وهو أمر تزداد حدته فى فرنسا، تلك التى بنت تاريخ تحررها الديمقراطى والحقوقى على تراث من علمانية جذرية عرفت فصلًا عنيفًا للدين عن الدولة.

فما العمل إذن؟.. هل المطلوب هو قبول السخرية وتقبل الشعور بالإهانة بصدر رحب؟.. الإجابة هى بالطبع لا. فبغض النظر عن النصوص القانونية- وما تمنحه وما تمنعه- تلعب الرقابة المجتمعية دورًا مهمًا، وهو أمر تكفله حرية التعبير الممنوحة بالتساوى للجميع. ويعنى ذلك أن مثل هذه الكتابات أو الرسومات المسيئة، من الممكن لبعض المواطنين معارضتها بقوة، لكن ليس بالعنف ولا بالقتل بل بالرد عليها عبر استغلال نفس القنوات المتاحة للأطراف الأخرى فى المجتمعات الديمقراطية.

فبدلًا من التفكير المستميت فى منع مثل هذه الرسومات أو غيرها من التعبيرات المهينة للمقدسات الدينية- وهى استراتيجية دفاعية بالأساس تخفى وراءها إحساسًا بالعجز، كما تعكس فقرًا مؤكدًا للخيال الديمقراطى- يمكن مواجهة الإساءة والسخرية بسيل جارف من المقالات الصحفية، أو الأحاديث المنظمة فى البرامج التليفزيونية، أو الرسومات الفنية والكاريكاتورية القوية. فهى كلها وسائل يكفلها النظام السياسى، وللجميع حق الاستفادة منها للتعبير عن توجهاته ومواقفه، ومواجهة تلك التى يختلف معها أو يرفضها.

فالحقيقة هى أن الإهانة التى يمكن أن يلقاها من يصر على الإساءة إلى مقدسات الآخرين عبر المقالات والبرامج والرسومات هى التى سوف تجعله يفكر ألف مرة فى المستقبل قبل أن يشرع فى السخرية والاستهزاء، لأنه يعرف أنه سيواجه بسيل مماثل من الإهانة والسخرية. وبذلك يصبح اللجوء إلى مثل هذه الوسائل المتاحة فى المجتمعات الديمقراطية رادعًا قويًا وفعالًا لكل مسىء، وفى نفس الوقت حلًا حضاريًا وسلميًا لكل متضرر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل حرية التعبير في فرنسا جدل حرية التعبير في فرنسا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon