توقيت القاهرة المحلي 11:29:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حادثة على الطريق

  مصر اليوم -

حادثة على الطريق

بقلم : نادين عبدالله

منذ شهرين، وأنا فى الطريق عائدة من التجمع إلى مصر الجديدة تعرضت لحادثة. جاء ميكروباص مسرعًا، واصطدم بسيارتى بقوة، فتهشمت من الخلف. لم أحاول أو أفكر فى التوقف لأن الطريق كان سريعًا، كما لم يكن عندى أمل أنى سأصل إلى حق أو باطل مع سائق الميكروباص، وهو شعور مزعج ومرير. وعلى الرغم من ذلك لم يتركنى الميكروباص، بل ظل يطاردنى محاولًا استيقافى. ونجح بالفعل، فتوقفنا بعد أن كسر علىَّ، فكدنا نصطدم ثانيةً. وهنا كان المنظر مرعبًا: خرج السائق ومعه أغلب الركاب فى اتجاهنا بسرعة. كانت أعينهم تطق شرارًا لتهشم الميكروباص من الأمام، هذا على الرغم من أن المتضرر الأساسى هو أنا وأن المخطئ الوحيد هو السائق.

كان منظر خروجهم باتجاهنا (كنا ثلاثة أشخاص) مفزعًا. معروف أن الكثرة تغلب الشجاعة، فما بالك إذا كان هذا الجمع غاضبًا أيضًا. نطق السائق بكلمات نارية: «مش بتقفوا عشان تكلمونا ليه، إنتم مش شايفينّا ولا إيه؟!». لخصت هذه الكلمات الغاضبة المشهد الاجتماعى فى مصر، وعكست ما يشعر به السائق والركاب من تهميش واستبعاد. ببساطة لا أحد يهتم بوجودهم ومعاناتهم. أغلب سياسات الدولة غير منحازة لهذه الفئات الاجتماعية، فهى لا تراهم ولا تسعى لتحقيق أى حراك طبقى. أما الطبقات الاجتماعية الأعلى فلا ترى فيهم سوى كائنات غير متحضرة يزعج وجودها جمال الفقاعة ذات الجدار المنيع، تلك التى يسعون إلى الاختباء فيها هربًا من هؤلاء.

وأخيرًا، ظهرت من حيث لا ندرى عربة شرطة، وعرض علينا العميد المساعدة. تنفسنا الصعداء، فقد جاء مَن ينقذنا. ولحسن الحظ، كانت هناك نقطة شرطة قريبة منّا على الطريق، فذهبنا إلى هناك. حاول الضابط التحدث مع السائق ليستوعب أنه المخطئ، ولكنه كان فى حالة من الجهل والغضب لم تسعفه على الفهم. يبدو أن الشرطة تواصلت مع صاحب سيارة الميكروباص الذى أتى للاعتذار لنا، وأجبر السائق على الاعتذار أيضًا.

والحقيقة هى أن هذه التجربة الحزينة إن دلت على شىء فهى تدل على مأساة السياسات الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، تلك التى رسّخت الفوارق بين الطبقات بشكل جعل الطبقات الأدنى لا تشعر بأن أحدًا يراها أو يشعر بها، وجعل الطبقات الأعلى فى احتياج مستمر إلى مَن يحميها من الجماهير اليائسة أو إلى فقاعة تعزلها تمامًا عن رؤيتهم. للأسف، فى أحيان عدة، يكون الجانى والمجنى عليه وجهين لعملة واحدة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حادثة على الطريق حادثة على الطريق



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon