توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حادثة على الطريق

  مصر اليوم -

حادثة على الطريق

بقلم : نادين عبدالله

منذ شهرين، وأنا فى الطريق عائدة من التجمع إلى مصر الجديدة تعرضت لحادثة. جاء ميكروباص مسرعًا، واصطدم بسيارتى بقوة، فتهشمت من الخلف. لم أحاول أو أفكر فى التوقف لأن الطريق كان سريعًا، كما لم يكن عندى أمل أنى سأصل إلى حق أو باطل مع سائق الميكروباص، وهو شعور مزعج ومرير. وعلى الرغم من ذلك لم يتركنى الميكروباص، بل ظل يطاردنى محاولًا استيقافى. ونجح بالفعل، فتوقفنا بعد أن كسر علىَّ، فكدنا نصطدم ثانيةً. وهنا كان المنظر مرعبًا: خرج السائق ومعه أغلب الركاب فى اتجاهنا بسرعة. كانت أعينهم تطق شرارًا لتهشم الميكروباص من الأمام، هذا على الرغم من أن المتضرر الأساسى هو أنا وأن المخطئ الوحيد هو السائق.

كان منظر خروجهم باتجاهنا (كنا ثلاثة أشخاص) مفزعًا. معروف أن الكثرة تغلب الشجاعة، فما بالك إذا كان هذا الجمع غاضبًا أيضًا. نطق السائق بكلمات نارية: «مش بتقفوا عشان تكلمونا ليه، إنتم مش شايفينّا ولا إيه؟!». لخصت هذه الكلمات الغاضبة المشهد الاجتماعى فى مصر، وعكست ما يشعر به السائق والركاب من تهميش واستبعاد. ببساطة لا أحد يهتم بوجودهم ومعاناتهم. أغلب سياسات الدولة غير منحازة لهذه الفئات الاجتماعية، فهى لا تراهم ولا تسعى لتحقيق أى حراك طبقى. أما الطبقات الاجتماعية الأعلى فلا ترى فيهم سوى كائنات غير متحضرة يزعج وجودها جمال الفقاعة ذات الجدار المنيع، تلك التى يسعون إلى الاختباء فيها هربًا من هؤلاء.

وأخيرًا، ظهرت من حيث لا ندرى عربة شرطة، وعرض علينا العميد المساعدة. تنفسنا الصعداء، فقد جاء مَن ينقذنا. ولحسن الحظ، كانت هناك نقطة شرطة قريبة منّا على الطريق، فذهبنا إلى هناك. حاول الضابط التحدث مع السائق ليستوعب أنه المخطئ، ولكنه كان فى حالة من الجهل والغضب لم تسعفه على الفهم. يبدو أن الشرطة تواصلت مع صاحب سيارة الميكروباص الذى أتى للاعتذار لنا، وأجبر السائق على الاعتذار أيضًا.

والحقيقة هى أن هذه التجربة الحزينة إن دلت على شىء فهى تدل على مأساة السياسات الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، تلك التى رسّخت الفوارق بين الطبقات بشكل جعل الطبقات الأدنى لا تشعر بأن أحدًا يراها أو يشعر بها، وجعل الطبقات الأعلى فى احتياج مستمر إلى مَن يحميها من الجماهير اليائسة أو إلى فقاعة تعزلها تمامًا عن رؤيتهم. للأسف، فى أحيان عدة، يكون الجانى والمجنى عليه وجهين لعملة واحدة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حادثة على الطريق حادثة على الطريق



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon