توقيت القاهرة المحلي 08:52:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقسيم الدوائر الانتخابية

  مصر اليوم -

تقسيم الدوائر الانتخابية

بقلم : نادين عبدالله

بدأت العملية الانتخابية، وبدا تأثير تقسيم الدوائر واضحًا فيها، فالدوائر الانتخابية مهولة الحجم لا تعطى مساحة للنجاح سوى لذوى المال الكثير أو أحيانًا لذوى الشهرة الواسعة. فعليًا، تحتاج الدائرة كبيرة الحجم إلى صرف أموال طائلة للدعاية الانتخابية... إلخ، وهو ما يفتح الباب أمام المال السياسى والرشاوى الانتخابية، تلك التى تصير مقياسًا للتفوق الانتخابى وسببًا للنجاح. قد ينجح فى المنافسة أيضًا فى مثل هذه الدوائر ذوو الصيت المعروف، الذين لا يحتاجون من الأصل دعاية انتخابية كبيرة، وإن كانت قدرة أصحاب الأموال على توفير الرشاوى الانتخابية تُضعف من فرص هؤلاء أيضًا. والحقيقة هى أنه لا المال ولا الشهرة مقياس للكفاءة أو لقدرة المرشح على تمثيل أهل دائرته أو خدمتهم.

وهنا نشير إلى عزوف قطاعات واسعة من المجتمع عن المشاركة، وعلى رأسها الطبقة الوسطى، التى كانت حاضرة وفاعلة فى السنوات القليلة الماضية، وبالأخص القطاعات الشبابية منها. بالفعل، دفع تراجع الجدل السياسى والنقاش العام إلى ابتعاد الكثيرين عن مشهد انتخابى لم يعد لديهم شعور بالقدرة على التأثير فى مجرياته، فباتت «الكنبة» وحزبها ملاذًا للكثيرين. وهى للأسف وضعية أفسحت الطريق لمَن يتخذ من الانتخابات «سبوبة» كى يتواجد ناخبًا أو منتخَبًا، ففى كثير من الدوائر الانتخابية، حلت المصالح الشخصية الضيقة محل الفعل الانتخابى لأن المعنى العميق للأخير قد غاب، وبات البحث عن الحصانة النيابية هدفًا لمَن يسعى إلى حماية نفوذه وليس إلى خدمة أهله وناسه.

وأخيرًا، تُعتبر الدوائر الانتخابية كبيرة الحجم إشكالية لسبب آخر، ألا وهو عدم إعطائها فرصة للنائب للتواصل مع أهل دائرته بشكل قوى وعميق، فالدوائر الانتخابية صغيرة الحجم تسهل عملية تواصل أهل الدائرة مع مَن يمثلهم فيما يتعلق بالأزمات اليومية (انقطاع المياه، رصف الطرق، بناء مدارس، أو غيرها من الخدمات اللازمة)، والعكس هو الصحيح: الدوائر كبيرة الحجم تجعل عملية التواصل شديدة الصعوبة، وتجعل قدرة النائب على العمل على تلبية احتياجات أهل الدائرة التشريعية والخدمية ضعيفة جدًا. والحقيقة هى أن هذا الوضع لا يخدم الدولة أو النظام السياسى لأنه يُضعف البرلمان باعتباره وسيلة للتعبير عن طلبات المواطنين قبل أن تنفجر. ومن ثَمَّ، فهو يُضعف من دوره الوسيط باعتباره همزة وصل بين الدولة والمجتمع، وبين النظام السياسى والمواطن. هذا بالطبع أمر خطير، فهل نعى قبل فوات الأوان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقسيم الدوائر الانتخابية تقسيم الدوائر الانتخابية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon