توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقسيم الدوائر الانتخابية

  مصر اليوم -

تقسيم الدوائر الانتخابية

بقلم : نادين عبدالله

بدأت العملية الانتخابية، وبدا تأثير تقسيم الدوائر واضحًا فيها، فالدوائر الانتخابية مهولة الحجم لا تعطى مساحة للنجاح سوى لذوى المال الكثير أو أحيانًا لذوى الشهرة الواسعة. فعليًا، تحتاج الدائرة كبيرة الحجم إلى صرف أموال طائلة للدعاية الانتخابية... إلخ، وهو ما يفتح الباب أمام المال السياسى والرشاوى الانتخابية، تلك التى تصير مقياسًا للتفوق الانتخابى وسببًا للنجاح. قد ينجح فى المنافسة أيضًا فى مثل هذه الدوائر ذوو الصيت المعروف، الذين لا يحتاجون من الأصل دعاية انتخابية كبيرة، وإن كانت قدرة أصحاب الأموال على توفير الرشاوى الانتخابية تُضعف من فرص هؤلاء أيضًا. والحقيقة هى أنه لا المال ولا الشهرة مقياس للكفاءة أو لقدرة المرشح على تمثيل أهل دائرته أو خدمتهم.

وهنا نشير إلى عزوف قطاعات واسعة من المجتمع عن المشاركة، وعلى رأسها الطبقة الوسطى، التى كانت حاضرة وفاعلة فى السنوات القليلة الماضية، وبالأخص القطاعات الشبابية منها. بالفعل، دفع تراجع الجدل السياسى والنقاش العام إلى ابتعاد الكثيرين عن مشهد انتخابى لم يعد لديهم شعور بالقدرة على التأثير فى مجرياته، فباتت «الكنبة» وحزبها ملاذًا للكثيرين. وهى للأسف وضعية أفسحت الطريق لمَن يتخذ من الانتخابات «سبوبة» كى يتواجد ناخبًا أو منتخَبًا، ففى كثير من الدوائر الانتخابية، حلت المصالح الشخصية الضيقة محل الفعل الانتخابى لأن المعنى العميق للأخير قد غاب، وبات البحث عن الحصانة النيابية هدفًا لمَن يسعى إلى حماية نفوذه وليس إلى خدمة أهله وناسه.

وأخيرًا، تُعتبر الدوائر الانتخابية كبيرة الحجم إشكالية لسبب آخر، ألا وهو عدم إعطائها فرصة للنائب للتواصل مع أهل دائرته بشكل قوى وعميق، فالدوائر الانتخابية صغيرة الحجم تسهل عملية تواصل أهل الدائرة مع مَن يمثلهم فيما يتعلق بالأزمات اليومية (انقطاع المياه، رصف الطرق، بناء مدارس، أو غيرها من الخدمات اللازمة)، والعكس هو الصحيح: الدوائر كبيرة الحجم تجعل عملية التواصل شديدة الصعوبة، وتجعل قدرة النائب على العمل على تلبية احتياجات أهل الدائرة التشريعية والخدمية ضعيفة جدًا. والحقيقة هى أن هذا الوضع لا يخدم الدولة أو النظام السياسى لأنه يُضعف البرلمان باعتباره وسيلة للتعبير عن طلبات المواطنين قبل أن تنفجر. ومن ثَمَّ، فهو يُضعف من دوره الوسيط باعتباره همزة وصل بين الدولة والمجتمع، وبين النظام السياسى والمواطن. هذا بالطبع أمر خطير، فهل نعى قبل فوات الأوان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقسيم الدوائر الانتخابية تقسيم الدوائر الانتخابية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon