توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانكسار

  مصر اليوم -

الانكسار

بقلم - نادين عبدالله

هو شعور مؤلم لأغلبية مؤكدة من المصريين بعد إصابة اللاعب المصرى اللامع محمد صلاح فى المباراة النهائية لدورى أبطال أوروبا بين نادى ريال مدريد الإسبانى ونادى ليفربول الانجليزى. فعليًا، وبغض النظر عن الشعارات البراقة التى يرفعها البعض؛ يشعر المجتمع المصرى، اليوم، بالإحباط وبغياب القدرة على الفخر بأى إنجاز حقيقى. وفى وقت قصير، فتح صلاح طريٍقًا للمصريين للاعتزاز والفخر بواحد منهم نبغ، وأبهر العالم عن حق، وبجدارة نادرة. وفى لحظة يزداد فيها الشعور باليأس، فتحت انتصاراته الكروية طاقات من الأمل والإلهام. ومع ارتفاع ضغوطات الحياة بشكل غير مسبوق، أصبحت الفرجة على مباريات لعبة كرة القدم الشعبية، تلك التى ينبغ فيها مصرى على مستوى عالمى، سبيلاً للمتعة والانبساط.

والحقيقة هى أنه بقدر الولع يكون الألم، وبقدر الفخر يكون الانكسار. فلم تكن مشاعر الهزيمة هى المسيطرة على المصريين (بعد فوز ريال مدريد) بل مشاعر الحسرة والقهرة بسبب إصابته التى منعته من استكمال الماتش، والتى ظهرت فيها شبهة تعمد لكسره. لا يمكننى الجزم، بمدى تعمد راموس مدافع ريال مدريد إيذاءه لكن يكفى أن تاريخ هذا اللاعب حافل بالكروت الصفراء والحمراء؛ وأن مدرب ليفربول يصفه «بسرطان» لعبة الكرة الجميلة، حتى وإن اعتبره مشجعو الريال بطلاً مدللاً.

فبقدر، ما وضع المصريون أحلامهم وسعادتهم فى إنجازات صلاح، بقدر ما بدا مشهد سقوطه على الأرض مصابًا قاسيًا، ومنظر بكائه مؤلمًا، وعدم قدرته على استكمال الماتش؛ بل التخوف من عدم قدرته على المشاركة فى كأس العالم مخيفًا ومحزنًا. وما زاد الطينة بلة هو أن راموس لم يلق أى عقاب من أى نوع (ولا حتى فاول) على الرغم من أنه قضى على فرص صلاح فى لعب مباراة سعى بجدية إلى أن يكون فاعلاً فيها، وعلى الرغم من أنه أنهى، ببساطة، أمل فريق، بأكمله، فى الفوز؛ وشعب، فى أغلبه، فى الفرح. وعلى قدر التماهى مع صلاح كتجسيد للفخر، بقدر ما كان التماهى معه كضحية للقهر؛ حيث شعر الكثيرون أن فرحتهم سرقت بغير حق، فقط لأن الأقوى قرر ذلك - وهو مشهد متكرر فى مصر، وفى بقع أخرى من عالم غير عادل.

ربما حمل المصريون انتصارات صلاح، ومن بعدها، القهر الذى تعرض له، أكثر مما يحتمل - وإن دل ذلك على شىء فيدل على مدى اشتياق هذا المجتمع الجميل والمتعب إلى النجاح، ومعاناته من غيابه.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانكسار الانكسار



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon