توقيت القاهرة المحلي 11:34:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانكسار

  مصر اليوم -

الانكسار

بقلم - نادين عبدالله

هو شعور مؤلم لأغلبية مؤكدة من المصريين بعد إصابة اللاعب المصرى اللامع محمد صلاح فى المباراة النهائية لدورى أبطال أوروبا بين نادى ريال مدريد الإسبانى ونادى ليفربول الانجليزى. فعليًا، وبغض النظر عن الشعارات البراقة التى يرفعها البعض؛ يشعر المجتمع المصرى، اليوم، بالإحباط وبغياب القدرة على الفخر بأى إنجاز حقيقى. وفى وقت قصير، فتح صلاح طريٍقًا للمصريين للاعتزاز والفخر بواحد منهم نبغ، وأبهر العالم عن حق، وبجدارة نادرة. وفى لحظة يزداد فيها الشعور باليأس، فتحت انتصاراته الكروية طاقات من الأمل والإلهام. ومع ارتفاع ضغوطات الحياة بشكل غير مسبوق، أصبحت الفرجة على مباريات لعبة كرة القدم الشعبية، تلك التى ينبغ فيها مصرى على مستوى عالمى، سبيلاً للمتعة والانبساط.

والحقيقة هى أنه بقدر الولع يكون الألم، وبقدر الفخر يكون الانكسار. فلم تكن مشاعر الهزيمة هى المسيطرة على المصريين (بعد فوز ريال مدريد) بل مشاعر الحسرة والقهرة بسبب إصابته التى منعته من استكمال الماتش، والتى ظهرت فيها شبهة تعمد لكسره. لا يمكننى الجزم، بمدى تعمد راموس مدافع ريال مدريد إيذاءه لكن يكفى أن تاريخ هذا اللاعب حافل بالكروت الصفراء والحمراء؛ وأن مدرب ليفربول يصفه «بسرطان» لعبة الكرة الجميلة، حتى وإن اعتبره مشجعو الريال بطلاً مدللاً.

فبقدر، ما وضع المصريون أحلامهم وسعادتهم فى إنجازات صلاح، بقدر ما بدا مشهد سقوطه على الأرض مصابًا قاسيًا، ومنظر بكائه مؤلمًا، وعدم قدرته على استكمال الماتش؛ بل التخوف من عدم قدرته على المشاركة فى كأس العالم مخيفًا ومحزنًا. وما زاد الطينة بلة هو أن راموس لم يلق أى عقاب من أى نوع (ولا حتى فاول) على الرغم من أنه قضى على فرص صلاح فى لعب مباراة سعى بجدية إلى أن يكون فاعلاً فيها، وعلى الرغم من أنه أنهى، ببساطة، أمل فريق، بأكمله، فى الفوز؛ وشعب، فى أغلبه، فى الفرح. وعلى قدر التماهى مع صلاح كتجسيد للفخر، بقدر ما كان التماهى معه كضحية للقهر؛ حيث شعر الكثيرون أن فرحتهم سرقت بغير حق، فقط لأن الأقوى قرر ذلك - وهو مشهد متكرر فى مصر، وفى بقع أخرى من عالم غير عادل.

ربما حمل المصريون انتصارات صلاح، ومن بعدها، القهر الذى تعرض له، أكثر مما يحتمل - وإن دل ذلك على شىء فيدل على مدى اشتياق هذا المجتمع الجميل والمتعب إلى النجاح، ومعاناته من غيابه.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانكسار الانكسار



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon