توقيت القاهرة المحلي 11:34:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سرديات المهزومين

  مصر اليوم -

سرديات المهزومين

بقلم - نادين عبدالله

اندلعت الحرب على الأراضى الأوكرانية وشهدت أوكرانيا أوقاتا عصيبة، وشاهدنا معها مشاهد مؤلمة مبكية لعائلات نازحة وأطفال باكين. الوضع صعب وحزين. ومع بداية العزو الروسى وظهور هذه المشاهد المفجعة، ظهرت فى مصر ردود أفعال متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعى. ففى البداية، تعاطف الكثيرون مع الشعب الأوكرانى وظهرت مبادرات تضامنية مفرحة، من بينها الدعاء والصلاة فى الجوامع أو الكنائس، وتحمس البعض وطلب التدخل لمساعد الشعب الأوكرانى بأى طريقة ممكنة.
ولكن بعد قليل من الوقت تلاشت هذه الأفكار بعض الشىء، وظهرت روايات أخرى مغايرة تنتقد الاهتمام الأوروبى والعالمى بالحالة الأوكرانية، وتتساءل لماذا لم تحظ فلسطين أو اليمن أو سوريا أو غيرها من الدول العربية المأزومة بمثل هذا الاهتمام، رغم الأهوال التى تشهدها شعوبها المكلومة. وهنا ظهرت مثلا كاريكاتورات تضع العلم الأوكرانى على اليمن أو فلسطين، متسائلة لو كان هذا هو الحل الوحيد كى يسمع العالم أنينها مثلما سمع صريخ الشعب الأوكرانى.

للأسف، مثل هذه السرديات تخفى وراءها كثيرًا من الضعف والهزيمة. فالطبيعى هو أن تتعاطف الشعوب الأوروبية مع جيرانها لما فى ذلك من قرب جغرافى وامتداد ثقافى. ومفهوم إلى حد كبير أن يهتم الحكام الأوروبيون بالقضية الأوكرانية لما فى ذلك من تداعيات أمنية وسياسية واقتصادية. أما غير العادى فهو أن ينكر البعض هذه البديهيات أو يندهش منها.

فعليًا، مشكلة مثل هذه الروايات أنها تكتفى باللطم والثرثرة وتستعيض بها عن التأثير والفعل. فالأجدر هو أن يسأل أصحاب مثل هذه الأفكار أنفسهم، ماذا فعلت الدول العربية لمساندة بعضها؟، وماذا فعلت الشعوب العربية لدعم أشقائها والتضامن المعنوى والمادى معهم؟، جميعنا يعرف أن المساندة منقوصة وأن التضامن خافت للغاية.

قد يقول قائل، ولكن الدول والشعوب العربية ليست فاعلًا قويًا على الساحة الدولية، ومن ثم، لا بد من أن نوجه لومنا للفاعلين الأقوياء. وهنا أيضًا، مشكلة مثل هذه الخطابات أنها تعزز مفهوم الضعف نفسه لأنها تؤكده بدلا من أن تسعى إلى تغييره. فهى تكتفى بالمكلمة، وتريح ضميرها بالثرثرة بدلا من أن تعترف بالتقصير، وتفكر فى كيفية تغيير مواقعها فتكون فاعلًا لا مفعولًا به.

فالحقيقة هى أنه حان وقت تغيير سرديات المهزومين هذه الى أفعال تخلق دولا وشعوبا منتصرة ومؤثرة، بل قادرة على تقديم تضامن إنسانى ودعم سياسى للجميع على السواء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرديات المهزومين سرديات المهزومين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon