توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سرديات المهزومين

  مصر اليوم -

سرديات المهزومين

بقلم - نادين عبدالله

اندلعت الحرب على الأراضى الأوكرانية وشهدت أوكرانيا أوقاتا عصيبة، وشاهدنا معها مشاهد مؤلمة مبكية لعائلات نازحة وأطفال باكين. الوضع صعب وحزين. ومع بداية العزو الروسى وظهور هذه المشاهد المفجعة، ظهرت فى مصر ردود أفعال متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعى. ففى البداية، تعاطف الكثيرون مع الشعب الأوكرانى وظهرت مبادرات تضامنية مفرحة، من بينها الدعاء والصلاة فى الجوامع أو الكنائس، وتحمس البعض وطلب التدخل لمساعد الشعب الأوكرانى بأى طريقة ممكنة.
ولكن بعد قليل من الوقت تلاشت هذه الأفكار بعض الشىء، وظهرت روايات أخرى مغايرة تنتقد الاهتمام الأوروبى والعالمى بالحالة الأوكرانية، وتتساءل لماذا لم تحظ فلسطين أو اليمن أو سوريا أو غيرها من الدول العربية المأزومة بمثل هذا الاهتمام، رغم الأهوال التى تشهدها شعوبها المكلومة. وهنا ظهرت مثلا كاريكاتورات تضع العلم الأوكرانى على اليمن أو فلسطين، متسائلة لو كان هذا هو الحل الوحيد كى يسمع العالم أنينها مثلما سمع صريخ الشعب الأوكرانى.

للأسف، مثل هذه السرديات تخفى وراءها كثيرًا من الضعف والهزيمة. فالطبيعى هو أن تتعاطف الشعوب الأوروبية مع جيرانها لما فى ذلك من قرب جغرافى وامتداد ثقافى. ومفهوم إلى حد كبير أن يهتم الحكام الأوروبيون بالقضية الأوكرانية لما فى ذلك من تداعيات أمنية وسياسية واقتصادية. أما غير العادى فهو أن ينكر البعض هذه البديهيات أو يندهش منها.

فعليًا، مشكلة مثل هذه الروايات أنها تكتفى باللطم والثرثرة وتستعيض بها عن التأثير والفعل. فالأجدر هو أن يسأل أصحاب مثل هذه الأفكار أنفسهم، ماذا فعلت الدول العربية لمساندة بعضها؟، وماذا فعلت الشعوب العربية لدعم أشقائها والتضامن المعنوى والمادى معهم؟، جميعنا يعرف أن المساندة منقوصة وأن التضامن خافت للغاية.

قد يقول قائل، ولكن الدول والشعوب العربية ليست فاعلًا قويًا على الساحة الدولية، ومن ثم، لا بد من أن نوجه لومنا للفاعلين الأقوياء. وهنا أيضًا، مشكلة مثل هذه الخطابات أنها تعزز مفهوم الضعف نفسه لأنها تؤكده بدلا من أن تسعى إلى تغييره. فهى تكتفى بالمكلمة، وتريح ضميرها بالثرثرة بدلا من أن تعترف بالتقصير، وتفكر فى كيفية تغيير مواقعها فتكون فاعلًا لا مفعولًا به.

فالحقيقة هى أنه حان وقت تغيير سرديات المهزومين هذه الى أفعال تخلق دولا وشعوبا منتصرة ومؤثرة، بل قادرة على تقديم تضامن إنسانى ودعم سياسى للجميع على السواء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرديات المهزومين سرديات المهزومين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon