توقيت القاهرة المحلي 11:20:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تأملات الإجازة

  مصر اليوم -

تأملات الإجازة

بقلم - نادين عبدالله

سافرت إلى إحدى جزر اليونان الصغيرة غير الشهيرة بهدف قضاء العطلة والسياحة. كانت أولوياتى قضاء وقت مريح أمام البحر فى مكان هادئ وجميل. والحقيقة هى أنى تذكرت كثيرًا مصر، وبالذات الساحل الشمالى طوال وقت الإجازة.

الجزيرة الصغيرة يقطنها حوالى ٣٠ ألف مواطن؛ وبعيدًا عن المدينة الصغيرة بالجزيرة، تجد الطرق كلها جبلية وضيقة. المناظر الطبيعية جميلة فى هذه الطرق حيث رؤية الجبال الخضراء وهى تعلو البحر.

أمضيت الوقت برفقة زوجى أمام البحر ذى المياه الصافية. غالبية الفنادق لا تملك شواطئ خاصة. فما عليك إلا أن تذهب إلى أحد المقاهى البسيطة الموجودة على البحر، وتستأجر كرسيًّا وشمسية، وتطلب ما تحتاج من مشروبات أو أطعمة من المطبخ اليونانى العريق بأسعار معقولة جدًّا. الفنادق كلها صغيرة، حيث يحتوى الفندق على الأكثر على ١٠ حجرات، كل شىء جميل وبسيط للغاية.

الأمر الذى أثار بداخلى تساؤلات عديدة حول مصيف الساحل وما شابهه من مصايف فى مصر. فأغلب هذه المصايف فاحشة الثمن؛ ويغلب عليها إحساس البهرجة؛ والرغبة أو الحاجة لصرف أموال كثيرة. كى تستمتع بالجو الجميل وبالشواطئ المتميزة عليك أن تدفع كثيرًا. والحقيقة هى أن هذا الوضع يعكس مشكلة ثنائية..

فهناك أزمة من جانب العرض. لكى تهرب من القبح المحيط، ولكى تضمن مستوى معينًا من النظافة ومن الجودة، تحتاج إلى صرف المال أو الكثير منه. فالمصيف الجميل الممتع البسيط وذو الثمن المعقول، فى آن واحد، غير موجود تقريبًا.

وهو ما يدفع عائلات بأكملها من أبناء الطبقات الوسطى إلى «التحويش» طوال العام، حتى يستطيعوا قضاء عطلة الصيف أمام البحر. ومن لا يقدر على ذلك، وهم الغالبية العظمى، فيعانون من قلة الجمال والجودة، أو يقضون وقتهم فى الحسرة على أوضاعهم المتدهورة.

وهناك أيضًا وأخيرًا، مشكلة مؤكدة من جانب الطلب. فالمبالغ المالية التى يدفعها الكثيرون فى العديد من مصايف الساحل باهظة جدًّا بالمقارنة بجودة الخدمات المقدمة. ومن منطلق منطقى بحت، يمكن الاستفادة بنفس مستوى الخدمات وربما بجودة أعلى فى مناطق ساحلية أخرى فى أوروبا.

لكن ليس هذا ما يفضله العديد منهم. فما يشتريه هؤلاء ليس الجودة لكن «المنظرة»، ومظهر التواجد فى أعلى السلم المادى للمجتمع. ما يشترى هنا ليس الجمال، فهو لا يحتاج إلى هذا الكم من البهرجة، بل كارت الانضمام إلى طبقة اجتماعية عالية ما، حقيقية أو متخيلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملات الإجازة تأملات الإجازة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon