توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تأملات الإجازة

  مصر اليوم -

تأملات الإجازة

بقلم - نادين عبدالله

سافرت إلى إحدى جزر اليونان الصغيرة غير الشهيرة بهدف قضاء العطلة والسياحة. كانت أولوياتى قضاء وقت مريح أمام البحر فى مكان هادئ وجميل. والحقيقة هى أنى تذكرت كثيرًا مصر، وبالذات الساحل الشمالى طوال وقت الإجازة.

الجزيرة الصغيرة يقطنها حوالى ٣٠ ألف مواطن؛ وبعيدًا عن المدينة الصغيرة بالجزيرة، تجد الطرق كلها جبلية وضيقة. المناظر الطبيعية جميلة فى هذه الطرق حيث رؤية الجبال الخضراء وهى تعلو البحر.

أمضيت الوقت برفقة زوجى أمام البحر ذى المياه الصافية. غالبية الفنادق لا تملك شواطئ خاصة. فما عليك إلا أن تذهب إلى أحد المقاهى البسيطة الموجودة على البحر، وتستأجر كرسيًّا وشمسية، وتطلب ما تحتاج من مشروبات أو أطعمة من المطبخ اليونانى العريق بأسعار معقولة جدًّا. الفنادق كلها صغيرة، حيث يحتوى الفندق على الأكثر على ١٠ حجرات، كل شىء جميل وبسيط للغاية.

الأمر الذى أثار بداخلى تساؤلات عديدة حول مصيف الساحل وما شابهه من مصايف فى مصر. فأغلب هذه المصايف فاحشة الثمن؛ ويغلب عليها إحساس البهرجة؛ والرغبة أو الحاجة لصرف أموال كثيرة. كى تستمتع بالجو الجميل وبالشواطئ المتميزة عليك أن تدفع كثيرًا. والحقيقة هى أن هذا الوضع يعكس مشكلة ثنائية..

فهناك أزمة من جانب العرض. لكى تهرب من القبح المحيط، ولكى تضمن مستوى معينًا من النظافة ومن الجودة، تحتاج إلى صرف المال أو الكثير منه. فالمصيف الجميل الممتع البسيط وذو الثمن المعقول، فى آن واحد، غير موجود تقريبًا.

وهو ما يدفع عائلات بأكملها من أبناء الطبقات الوسطى إلى «التحويش» طوال العام، حتى يستطيعوا قضاء عطلة الصيف أمام البحر. ومن لا يقدر على ذلك، وهم الغالبية العظمى، فيعانون من قلة الجمال والجودة، أو يقضون وقتهم فى الحسرة على أوضاعهم المتدهورة.

وهناك أيضًا وأخيرًا، مشكلة مؤكدة من جانب الطلب. فالمبالغ المالية التى يدفعها الكثيرون فى العديد من مصايف الساحل باهظة جدًّا بالمقارنة بجودة الخدمات المقدمة. ومن منطلق منطقى بحت، يمكن الاستفادة بنفس مستوى الخدمات وربما بجودة أعلى فى مناطق ساحلية أخرى فى أوروبا.

لكن ليس هذا ما يفضله العديد منهم. فما يشتريه هؤلاء ليس الجودة لكن «المنظرة»، ومظهر التواجد فى أعلى السلم المادى للمجتمع. ما يشترى هنا ليس الجمال، فهو لا يحتاج إلى هذا الكم من البهرجة، بل كارت الانضمام إلى طبقة اجتماعية عالية ما، حقيقية أو متخيلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملات الإجازة تأملات الإجازة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon