توقيت القاهرة المحلي 11:15:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات الفرنسية

  مصر اليوم -

الانتخابات الفرنسية

بقلم - نادين عبدالله

انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية لهذا العام بتأهل كل من إيمانويل ماكرون، الرئيس المنتهية ولايته (حصل على ٢٨.٥٪ من الأصوات)، ومارين لوبان (حصلت على ٢٣.١٪ من الأصوات) إلى جولة الإعادة. مرة أخرى يصعد اليمين المتطرف، لكن هذه المرة يواكب ظهوره يمين آخر أكثر تطرفًا منه يقوده أريك زامور. وهو الأمر الذى يعطى مارين لوبان صبغة أكثر اعتدالاً ويجعل، فى الوقت نفسه، التطبيع مع اليمين المتطرف أمرًا واقعًا على الساحة السياسية الفرنسية.

أعلنت هذه الانتخابات تأكيد انكسار الثنائية القديمة حيث هيمنة أحد الحزبين الكبيرين التاريخيين الجمهورى أو الاشتراكى، فتأهل حزبين من خارج هذه الثنائية إلى جولة الإعادة، وهو ما حدث لأول مرة فى الانتخابات الماضية. وهنا يثور التساؤل التالى: لماذا تزداد سطوة اليمين المتطرف إلى هذا الحد؟ ولماذا ارتفعت شعبية لوبان؟ أو بتعبير آخر، من الذى يصوت لها وكيف ارتفع عددهم؟

فعليًا، تشير النتائج الأولية إلى استمرار ارتفاع نسبة تصويت العمال والموظفين للوبان، هؤلاء الذى يستمر شعورهم بالتهميش نتيجة العولمة ونتيجة ثورة التكنولوجيا التى تشعرهم يوميًا بتضاؤل أهميتهم. فجاء خطاب لوبان المناهض للعولمة ليعطيهم بصيصا من الأمل حتى ولو زائف. فقد تبنت خطابًا شبيهًا بترامب «فلنرجع فرنسا إلى الفرنسيين» على شاكلة «أمريكا أولاً». وهى شعارات رنانة وجاذبة للمهمشين من ذوى التعليم المنخفض والمتوسط حتى وإن كانت بلا مضمون واقعى أو حقيقى.

وفى هذا الإطار نشير إلى تركيز لوبان فى حملتها الانتخابية على تدهور المستوى المعيشى للفرنسيين فى عهد ماكرون، وقضايا الصحة والاقتصاد، إلى الحد الذى وصل إلى تبنيها زيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة ١٠٪. ومن ثم تقليل اهتمامها نسبيًا بالقضايا المتعلقة بالهوية والهجرة، تلك التى لم يتحرج زامور من جعلها محور حملته الانتخابية. وهى بذلك ظهرت بمظهر المناصر لقضايا العمال ومحدودى الدخل والداعم لهم.

والحقيقة هى أن هذه الوضعية تخفى وراءها عيبًا هيكليًا خطيرًا لا تعانى منه فرنسا فحسب بل العالم كله تقريبًا: غياب اليسار عن المشهد السياسى. صحيح أن ملانشون مرشح اليسار الراديكالى حصل على ثالث أكبر نسبة بعد ماكرون ولوبان (٢١.٩٪ من الأصوات) إلا أنه لا يزال بعيدًا على المنافسة الحقيقية. وهو ما يجعل قضايا العدالة الاجتماعية والاقتصاد السياسى منبرًا لليمين المتطرف يرفع لواءها من دون أن يقدم حلولاً منطقية لها بدلا من أن تكون موضوعًا للنقاش الموضوعى بين مرشحى اليمين المعتدل واليسار التقليدى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الفرنسية الانتخابات الفرنسية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon