توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفعة ويل سميث

  مصر اليوم -

صفعة ويل سميث

بقلم - نادين عبدالله

سجلت الكاميرات مشهد صفع ويل سميث، الممثل الذي حاز جائزة الأوسكار، للمذيع والممثل الكوميدى كريس روك بعد أن سخر من زوجته. جاء ذلك في سياق التقديم الساخر الذي قدمه روك، حيث طالت السخرية الجميع، وهى طريقة معتادة في العديد من البرامج والمناسبات في الولايات المتحدة الأمريكية.

بالطبع، تهكم روك كان سخيفا للغاية لأنه تهكم على قصة شعرها، تلك التي اضطرت إليها بسبب ظروف مرضها. ولكن هل هذا يبرر تصرف سميث؟.

رأى هو أن هذا تصرف أرعن وغير مقبول. قد يكون العنف مبررًا لو كنا في سياق دفاع مادى عن النفس (أى دفاع عن نفسك ضد شخص يضربك أو يريد قتلك). أما استخدامه كوسيلة للتعبير عن الامتعاض أو حتى لرد الإهانة أو لحماية المتضرر نفسيًا أو معنويًا، أمر غير مبرر. تلك هي الطريقة التي اتفقت المجتمعات المتحضرة أن تعيش بها فلا يسود قانون الغابة.

تخيل أن كل شخص شعر بالمضايقة أو بالإهانة سيرد عليها بالضرب والصفع، فماذا سيكون حال المجتمع؟، ومُدّ الأمر على استقامته في جميع مناحى الحياة ابتداءً من العائلة والمدرسة، وانتهاءً بأماكن العمل والترفيه، فماذا سيكون الوضع؟، كان من الممكن لسميث أن يعبر عن امتعاضه لفظيًا، لو أراد ذلك وشعر أن الأمر يستدعى ردًا، أما التهجم على المذيع فأمر غريب.

فالحقيقة هي أن مثل هذه الفئة من ردود الأفعال الهمجية، التي يعتبرها الكثيرون تعبيرًا عن النخوة ودفاعًا عن الشرف، ليست سوى تعبير عن «ذكورة ضعيفة أو سامة».

مثل هذه الذكورة تحاول أن تبرز قوتها في غير مكانها لتستعيض بها عن ضعفها الكامن. فمثل هذه الأفعال لا تعكس رغبة في حماية عزة الزوجة بقدر ما تعكس رغبة في «حماية الأنا الضعيفة أو الجريحة» للرجل.

وكأنها حاجة ملحة للرجل أن يقول إنه هنا، وأنه موجود وأنه قوى. فكأنه يستمتد «ذكورته» من ممارساته الأبوية المغلفة باحتياج الجميع لحمايته. وهو في حد ذاته تصور إشكالى لأنه يعكس خيالًا أبويًا يفترض فيه أن زوجته والكون كله في انتظار حمايته؛ مع أن دوره هو في الأساس المشاركة والدعم الوجدانى لنده أو لزوجته.

وأخيرًا، يعكس هذا المشهد أيضًا تصورًا مبالغًا فيه بالقوة جاء ليغلف ضعفًا خفيًا. فلو شخص آخر فعل هذه الفعلة لطرد من القاعة طردًا وتحول إلى المحاكمة؛ ولكنه كان، على الأرجح متيقنًا، أن هذا لن يحدث معه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفعة ويل سميث صفعة ويل سميث



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon