توقيت القاهرة المحلي 05:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيروت الجميلة تعانى

  مصر اليوم -

بيروت الجميلة تعانى

بقلم - نادين عبدالله

ذهبت إلى بيروت منذ ما يقرب من أسبوعين، وحزنت جِدًّا على وضعها، ووضع أهلها. والحقيقة هى أنى زرت هذه المدينة منذ ثلاثة أعوام. بالفعل، كان وضعها الاقتصادى والسياسى صعبًا عقب الاحتجاجات الكبيرة التى شهدتها، وكان أهلها فى حالة أسى مؤكد. إلا أن المؤلم هو أنى وجدت حالها، هذه المرة، أكثر سوءًا. ملامح الأزمة الاقتصادية التى تعتصرها وتعتصر أهلها ظهرت بشكل مفجع وقاس. منذ ثلاثة أعوام، تحولت هذه المدينة المعروفة بالبهجة إلى بلدة حزينة؛ أما اليوم، فعلى ما يبدو، تغيرت ملامحها الجميلة إلى غير رجعة قريبة.
تتميز بيروت بالحياة الليلية المزدهرة، فتجد المقاهى فى منطقة الحمراء وأمام الروشة وغيرها، صاخبة، مزدحمة بالسكان والسياح معًا؛ تعلو فيها أصوات الموسيقى والضحك والسعادة. أما هذه المرة فرأيت أغلبها خاليا. المحالّ التجارية أَيْضًا خاوية رغم العروض والخصومات. أزمة الكهرباء غيرت شكل المدينة وحولتها إلى أخرى حزينة. من يستطع أن يدفع ثمن الكهرباء ينجح فى فتح محله ليلاً، أما من لا يقدر، وهم الأغلبية فالإغلاق هو قدرهم الوحيد. تخيل أن تتحول شوارع بيروت ليلا إلى شوارع أشباح بعد ما يقرب من الساعة الثامنة مساءً!
للأسف، الأزمة الاقتصادية مقرونة بأزمة الكهرباء جعلت حياة الناس شبه مستحيلة. كثير من المرتبات لا يستطيع البنك صرفها، وتحويشة العمر لأناس غير قليلين فقدت فى بنوك لم تعد قادرة على السداد. فى وضع كهذا، يصبح الشغل الشاغل للناس هو فقط التفكير فى تدبير الطعام والشراب لأبنائهم وأهلهم، والحصول على الكهرباء! نعم، لم تعد الكهرباء متوفرة لتغطية احتياجات المنزل (من إنارة، إنترنت، وتكييف وتدفئة... إلخ). ويمضى المواطنون يومهم فى التفاوض حول الساعات التى سيحصلون فيها على كهرباء، وتلك التى سيحرمون فيها منها. أما المقتدرون، فيشترون الأطباق الشمسية بآلاف الدولارات لتوفير حصتهم من الكهرباء. للأسف، سكان بيروت مشغولون فى تدبير حياتهم اليومية وكأن الزمن عاد بهم عشرات السنين إلى الوراء.
فإما التفكير فى النجاة من الحياة غير الإنسانية أو التفكير فى كيفية ترك بلد، مصت نخبته السياسية دماء أبنائه إلى آخر قطرة. باتت الهجرة، تقريبًا، الملاذ الوحيد لشباب لم يعودوا يرون مستقبلًا لحياتهم فى دولة منهارة تقودها طبقة سياسية مستغلة. والمشكلة الأكبر هى أن الهجرة ذاتها أصبحت رفاهية لا يملكها سوى أصحاب العلم أو المكانة الاجتماعية؛ أما الباقون فواقعون بين رحى مطرقة حياة شقية وسندان هروب خطير، عبر البحر، عواقبه غير مضمونة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروت الجميلة تعانى بيروت الجميلة تعانى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon