توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيروت الجميلة تعانى

  مصر اليوم -

بيروت الجميلة تعانى

بقلم - نادين عبدالله

ذهبت إلى بيروت منذ ما يقرب من أسبوعين، وحزنت جِدًّا على وضعها، ووضع أهلها. والحقيقة هى أنى زرت هذه المدينة منذ ثلاثة أعوام. بالفعل، كان وضعها الاقتصادى والسياسى صعبًا عقب الاحتجاجات الكبيرة التى شهدتها، وكان أهلها فى حالة أسى مؤكد. إلا أن المؤلم هو أنى وجدت حالها، هذه المرة، أكثر سوءًا. ملامح الأزمة الاقتصادية التى تعتصرها وتعتصر أهلها ظهرت بشكل مفجع وقاس. منذ ثلاثة أعوام، تحولت هذه المدينة المعروفة بالبهجة إلى بلدة حزينة؛ أما اليوم، فعلى ما يبدو، تغيرت ملامحها الجميلة إلى غير رجعة قريبة.
تتميز بيروت بالحياة الليلية المزدهرة، فتجد المقاهى فى منطقة الحمراء وأمام الروشة وغيرها، صاخبة، مزدحمة بالسكان والسياح معًا؛ تعلو فيها أصوات الموسيقى والضحك والسعادة. أما هذه المرة فرأيت أغلبها خاليا. المحالّ التجارية أَيْضًا خاوية رغم العروض والخصومات. أزمة الكهرباء غيرت شكل المدينة وحولتها إلى أخرى حزينة. من يستطع أن يدفع ثمن الكهرباء ينجح فى فتح محله ليلاً، أما من لا يقدر، وهم الأغلبية فالإغلاق هو قدرهم الوحيد. تخيل أن تتحول شوارع بيروت ليلا إلى شوارع أشباح بعد ما يقرب من الساعة الثامنة مساءً!
للأسف، الأزمة الاقتصادية مقرونة بأزمة الكهرباء جعلت حياة الناس شبه مستحيلة. كثير من المرتبات لا يستطيع البنك صرفها، وتحويشة العمر لأناس غير قليلين فقدت فى بنوك لم تعد قادرة على السداد. فى وضع كهذا، يصبح الشغل الشاغل للناس هو فقط التفكير فى تدبير الطعام والشراب لأبنائهم وأهلهم، والحصول على الكهرباء! نعم، لم تعد الكهرباء متوفرة لتغطية احتياجات المنزل (من إنارة، إنترنت، وتكييف وتدفئة... إلخ). ويمضى المواطنون يومهم فى التفاوض حول الساعات التى سيحصلون فيها على كهرباء، وتلك التى سيحرمون فيها منها. أما المقتدرون، فيشترون الأطباق الشمسية بآلاف الدولارات لتوفير حصتهم من الكهرباء. للأسف، سكان بيروت مشغولون فى تدبير حياتهم اليومية وكأن الزمن عاد بهم عشرات السنين إلى الوراء.
فإما التفكير فى النجاة من الحياة غير الإنسانية أو التفكير فى كيفية ترك بلد، مصت نخبته السياسية دماء أبنائه إلى آخر قطرة. باتت الهجرة، تقريبًا، الملاذ الوحيد لشباب لم يعودوا يرون مستقبلًا لحياتهم فى دولة منهارة تقودها طبقة سياسية مستغلة. والمشكلة الأكبر هى أن الهجرة ذاتها أصبحت رفاهية لا يملكها سوى أصحاب العلم أو المكانة الاجتماعية؛ أما الباقون فواقعون بين رحى مطرقة حياة شقية وسندان هروب خطير، عبر البحر، عواقبه غير مضمونة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروت الجميلة تعانى بيروت الجميلة تعانى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon