توقيت القاهرة المحلي 08:55:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استقالة الوزير البريطانى

  مصر اليوم -

استقالة الوزير البريطانى

بقلم - نادين عبدالله

منذ عدة أيام أعلنت المواقع الإخبارية والعديد من الصحف استقالة وزير التنمية البريطانى بعد تأخره عدة دقائق على مجلس العموم أو النواب البريطانى بما لم يسمح له بالإجابة عن أحد التساؤلات المطروحة هناك٬ وهو ما اعتبره خطأ جسيما لا يمكن التهاون فيه. قد يرى البعض أن هناك نوعا من المغالاة فى هذا التصرف٬ خاصة أن اعتذاره عن التأخر كان سيُقبل وسيمر الموضوع على الأرجح بلا مشكلة.

ليس مهماً لو عبر هذا الفعل عن نوع من التزيد أم لا، بل الأهم هو أن نقر ونعترف بأنه عكس فى جوهره إيمان الرجل العميق بأهمية الدور الرقابى لممثلى الشعب٬ وبالديمقراطية وقواعدها. فعلياً٬ الذهاب إلى مجلس النواب٬ والحرص على الإجابة على أسئلتهم ليس مجرد «تمثيلية» بالنسبة للوزير أو «استعراض»، أو حتى «تحصيل حاصل»٬ بل هى قضية يصدق فى أهميتها ويمارسها عن اقتناع وقناعة. وهو يمارس بهذه الطريقة صلب دوره الذى يؤمن به كسياسى منوط به دور تنفيذى فيستمد شرعيته من تأييد ممثلى الشعب لسياساته. وهنا البرلمان كممثل عن الشعب ومنتخب منه٬ له وظيفة- فوجوده ليس ديكوراً ديمقراطياً «والسلام»- بل يلعب دوراً رقابياً على السلطة التنفيذية ممثلة فى الحكومة، واعتراف الثانية بدور الأولى يضمن رضا الشارع عن أدائها. هذه هى الآلية الديمقراطية التى لا يضمن فيها التوازن بين السلطات ضمان الحريات والحقوق فحسب، بل أيضاً الفاعلية والكفاءة بسبب الرقابة المستمرة على الأداء الحكومى.

نظرة سريعة حزينة على الواقع المصرى ستشعرك بحجم المأساة التى نعيشها يومياً بسبب تصورات مغلوطة عن دور السياسة والرقابة التى يعتبرها البعض رفاهية أو وجاهة، مع أن لها دورا ووظيفة تعرفها دراسات العلوم السياسية والاجتماعية، وغيابها هو الذى يفسر كثيرا من أوجه الخلل الحالية. بالقطع٬ إحدى مشكلات النظام الحالى هى أنه لا يعترف من الأصل بالمكونات السياسية والرقابية ودورها٬ بل يعتبر وجودها مهماً فقط للظهور أمام العالم بمظهر متحضر كمن يلبس قميصا مهترئا وقديما مغطى ببدلة عصرية وإن كانت مغطاة أيضاً بالأتربة. بالفعل٬ المؤسسات الرقابية والديمقراطية موجودة ومتواجدة فى مصر إلا أن جوهر الفعل والممارسة غائب، أو بالأحرى مغيب. وعلى سبيل المثال لا الحصر٬ مجلس النواب٬ بكل التساؤلات حول مدى تمثيله للمجتمع٬ ظل طوال السنين الماضية الحاضر الغائب الذى يقر ولا يناقش٬ يؤيد ولا يسأل، بل وطُلب منه٬ أحياناً٬ بالنص واللفظ أن يبتعد عن مناقشة الأمور الاقتصادية نظراً لتخصصها وحساسيتها. وكما نرى هناك حرص على إجراء انتخابات رئاسية مثلما يحدث فى العالم٬ واهتمام كبير أن تظهر بمظهر مرضٍ وتنافسى رغم أن الواقع لا يمت لذلك بصلة.

ويظل التساؤل مطروحاً دوماً فى واقعنا المصرى والعربى: هل تغييب القواعد الديمقراطية وإفراغها من معناها٬ بل ومن وظائفها٬ أزمة عرض أم طلب أم الاثنين معاً؟

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقالة الوزير البريطانى استقالة الوزير البريطانى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon