توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلام الحوادث

  مصر اليوم -

إعلام الحوادث

بقلم - نادين عبدالله

امتلأت الصحف والفضائيات و«التوك شو» فى الفترة الأخيرة بأخبار الحوادث: أب يقتل أولاده أو يعذبهم٬ خطيبة تقتل خطيبها٬ متحرش يقتل زوج امرأة حاول زوجها الدفاع عنها٬ سائق يقتل زوجته٬ وابن يذبح أمه... إلخ، وظلت تُتداول هذه الأخبار «كأن مفيش غيرها»، بشكل يعطى انطباعاً بأن هذه النوعية من الحوادث تزداد بشكل مرعب٬ وبطريقة تشير ضمنياً إلى أن كل مشكلة البلد فى شعبه أو فى أخلاقه التى تدهورت فصارت مخيفة وسيئة.

والحقيقة هى أن هذا الاهتمام المبالغ به بالحوادث، والذى يصاحبه إهمال مؤكد للقضايا والمشكلات الرئيسية التى تواجه المجتمع، «من تعليم٬ وصحة٬ وسكن٬ وسوء أحوال اقتصادية»، لا يعكس فقط توجهاً عاماً يميل إلى تسطيح النقاش العام فى مصر٬ كى لا نقول تغييبه- إلى الحد الذى أصبح فيه الإعلام كما الصحف لا تجد ما تتحدث عنه غير الحوادث- بل أيضاً يؤكد وجود رغبة ما فى التأكيد على أن كل مشكلة البلد تكمن فى أخلاق المجتمع.

وهو أمر إشكالى لسببين، أولاً: لأنه يبث ثقافة الرعب والريبة بين الناس٬ فتغيب الثقة، بما يهدد بنية المجتمع نفسه بالتفكك. هذا بالإضافة إلى أن الأمر غير دقيق٬ لأن مثل هذه الجرائم موجودة فى مصر كما فى غيرها من الدول، «فلسنا شعباً من الملائكة»، أما الذى اختلف مؤخراً فهو المبالغة فى إلقاء الضوء عليها. ثانياً: لأنه يقنع الناس بما هو غير حقيقى٬ ألا وهو أن كل مشكلتنا تكمن فى تدهور القيم والأخلاق٬ وأنه بمجرد أن تعود قيم المصريين الجميلة ستختفى كل المشاكل وتُحَل٬ هكذا ببساطة!.

وهو تصور يرتبط بسردية أخرى أشد خطراً مفادها أن المشكلة هى أصلاً فى الشعب لأنه إما «غير نظيف» بدليل القمامة التى تملأ الشوارع، أو «غير منظم» بدليل الفوضى المنتشرة، أو «غير منتج» وجاهل بدليل تراجع البلاد الاقتصادى، أو «متدهور الأخلاق» بدليل الجرائم المنتشرة. وهو خطاب- بالإضافة إلى كونه استعلائياً ومسطحاً- يهدف أيضاً، وبالأخص، إلى رفع المسؤولية عن كاهل الدولة ومسؤوليها، وكأن الفرق بين مصر والدول المتقدمة يكمن فى طبيعة شعوبهما وليس فى قدرة الدولة على إعمال القانون٬ وتنفيذه على الجميع بلا استثناء، وقدرة النظام السياسى على صناعة أفضل السياسات العامة والاقتصادية لتحسين أحوال الشعب والناس.

لذا، وأخيراً٬ يؤسفنا أن نقول إن إعلام الحوادث هذا لا يعكس فقط تهافت النقاش العام فى مصر، بل أيضاً تنصل الكثيرين من مسؤوليتهم تجاه هذا المجتمع.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام الحوادث إعلام الحوادث



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon