توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجتمع الفقاعات

  مصر اليوم -

مجتمع الفقاعات

بقلم - نادين عبدالله

وصلنى هذا التعليق المتميز من أستاذ محمد طنطاوى على مقالى السابق عن «إعلان الفقاعة»، الذى علقت فيه على إعلان إحدى شركات العقارات الذى ظهر فيه نجم الكرة محمد صلاح، وأحب أن أشارككم جزءًا منه فى السطور القادمة.

حقيقةً، لم يأت ذلك الإعلان بجديد. فكثيرون يعرفون تلك الفقاعات والدوائر الكثيرة التى صارت تفصل المصريين، فإذا بهم شعوب وقبائل لها من العادات والتقاليد المهنية والاجتماعية ما يجعلها أقرب إلى عرقيات مختلفة، وإن كانت تشترك فى لون البشرة والرقعة الجغرافية. كذلك، ما يحدث فى مصر هو امتداد لاتجاه عالمى صارت الفقاعات عَرَضًا لأمراض الرأسمالية فى أسوأ صورها، حيث انتشرت الفقاعات الفاخرة فى كثير من الحواضر الكبرى مثل نيويورك، باريس، لندن، برلين... إلخ.

وبالموازاة لهذه الفقاعات، لا يقتصر الهجوم الذى تشيرون إليه، أى هجوم «ولاد الإيه» (أى أبناء الطبقات الاجتماعية الدنيا التى ينظر إليها أبناء طبقات الأعلى بتأفف ومن علٍ) على «ولاد الناس» فى فقاعاتهم، فالهجوم مضاد كذلك فى الاتجاه العكسى، حيث إخلاء المناطق الأثرية والتاريخية والشعبية من سكانها الأصليين لصالح مشروعات تطوير عقارى تستهدف طبقات «ولاد الناس».

لن أعدد أمثلة لا حصر لها فى شرق العالم وغربه بل أكتفى بمنطقة «وسط البلد» فى القاهرة. منذ سنوات ليست بعيدة، كان لمنطقة «وسط البلد» طابع خاص. فبالرغم من تردى أحوال الحى الذى كان راقيًا قبل ثورة 1952 وإلى سنوات قليلة بعدها، كان يمكن لأى زائر تمييز الحى عن أحياء أخرى فى مناطق أخرى.

أما الآن، فنصف ساعة سيرًا على الأقدام كفيلة بكشف المفارقة فى ذلك «الموزاييك» العجيب الذى صارت إليه منطقة «وسط البلد»، فلا هى عادت منطقة راقية بطابع حديث عن طابعها قبل ثورة 1952 ولا هى تردت ترديًا كاملًا إلى منطقة فقيرة، متداعية المبانى، ومتردية الخدمات. فكأن فى منطقة «وسط البلد» حاليًا انعكاسًا لحالة «التردد» الحكومى فى المضى قدمًا فى التطوير الشامل أو القعود عن أى تطوير. من هنا، لا أجد غرابة أن يختلط الحابل بالنابل فى أحياء ومناطق كثيرة فى مصر، حيث تتداخل الفقاعات على نحو مثير يدعو للتأمل.

ختامًا، لا أملك إلا الرجاء- ساخرًا- فى أن يتسع الفضاء العريض لأفراد وجماعات ربما لم تعد الأرض مناسبة لهم لممارسة أبسط حقوقهم فى الاستمتاع بأبسط الأمور دون الشعور بطعنات الآخرين، سواء كانوا «ولاد إيه» أو «ولاد ناس».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمع الفقاعات مجتمع الفقاعات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon