توقيت القاهرة المحلي 11:20:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجتمع الفقاعات

  مصر اليوم -

مجتمع الفقاعات

بقلم - نادين عبدالله

وصلنى هذا التعليق المتميز من أستاذ محمد طنطاوى على مقالى السابق عن «إعلان الفقاعة»، الذى علقت فيه على إعلان إحدى شركات العقارات الذى ظهر فيه نجم الكرة محمد صلاح، وأحب أن أشارككم جزءًا منه فى السطور القادمة.

حقيقةً، لم يأت ذلك الإعلان بجديد. فكثيرون يعرفون تلك الفقاعات والدوائر الكثيرة التى صارت تفصل المصريين، فإذا بهم شعوب وقبائل لها من العادات والتقاليد المهنية والاجتماعية ما يجعلها أقرب إلى عرقيات مختلفة، وإن كانت تشترك فى لون البشرة والرقعة الجغرافية. كذلك، ما يحدث فى مصر هو امتداد لاتجاه عالمى صارت الفقاعات عَرَضًا لأمراض الرأسمالية فى أسوأ صورها، حيث انتشرت الفقاعات الفاخرة فى كثير من الحواضر الكبرى مثل نيويورك، باريس، لندن، برلين... إلخ.

وبالموازاة لهذه الفقاعات، لا يقتصر الهجوم الذى تشيرون إليه، أى هجوم «ولاد الإيه» (أى أبناء الطبقات الاجتماعية الدنيا التى ينظر إليها أبناء طبقات الأعلى بتأفف ومن علٍ) على «ولاد الناس» فى فقاعاتهم، فالهجوم مضاد كذلك فى الاتجاه العكسى، حيث إخلاء المناطق الأثرية والتاريخية والشعبية من سكانها الأصليين لصالح مشروعات تطوير عقارى تستهدف طبقات «ولاد الناس».

لن أعدد أمثلة لا حصر لها فى شرق العالم وغربه بل أكتفى بمنطقة «وسط البلد» فى القاهرة. منذ سنوات ليست بعيدة، كان لمنطقة «وسط البلد» طابع خاص. فبالرغم من تردى أحوال الحى الذى كان راقيًا قبل ثورة 1952 وإلى سنوات قليلة بعدها، كان يمكن لأى زائر تمييز الحى عن أحياء أخرى فى مناطق أخرى.

أما الآن، فنصف ساعة سيرًا على الأقدام كفيلة بكشف المفارقة فى ذلك «الموزاييك» العجيب الذى صارت إليه منطقة «وسط البلد»، فلا هى عادت منطقة راقية بطابع حديث عن طابعها قبل ثورة 1952 ولا هى تردت ترديًا كاملًا إلى منطقة فقيرة، متداعية المبانى، ومتردية الخدمات. فكأن فى منطقة «وسط البلد» حاليًا انعكاسًا لحالة «التردد» الحكومى فى المضى قدمًا فى التطوير الشامل أو القعود عن أى تطوير. من هنا، لا أجد غرابة أن يختلط الحابل بالنابل فى أحياء ومناطق كثيرة فى مصر، حيث تتداخل الفقاعات على نحو مثير يدعو للتأمل.

ختامًا، لا أملك إلا الرجاء- ساخرًا- فى أن يتسع الفضاء العريض لأفراد وجماعات ربما لم تعد الأرض مناسبة لهم لممارسة أبسط حقوقهم فى الاستمتاع بأبسط الأمور دون الشعور بطعنات الآخرين، سواء كانوا «ولاد إيه» أو «ولاد ناس».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمع الفقاعات مجتمع الفقاعات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon