توقيت القاهرة المحلي 16:08:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدارة ترامب

  مصر اليوم -

إدارة ترامب

بقلم - نادين عبدالله

هو نمط إدارة شركة وليس نمط إدارة دولة. وهو على ما يبدو الشكل الذى اختاره الرئيس الأمريكى لإدارة علاقة بلاده بباقى الدول، وهو ما دل عليه حادث اختفاء (أو ربما مقتل) الصحفى السعودى المعروف جمال خاشجقى. لا نريد الخوض كثيرًا فى هذا الحدث لأنه ثمة أمور غير واضحة حتى الآن٬ إنما ما يعنينا فى هذا المقال هو طريقة تفاعل رئيس الولايات المتحدة معه.

حسبة السياسى تختلف عن حسبة التاجر.. الأول يحسب جميع أبعاد قراراته الاجتماعية والسياسية والدولية، أما الثانى فيكتفى بالربح المادى ويعطيه كل الأولوية. والحقيقة هى أن ترامب يتعامل مع العالم باعتباره شركة كبيرة٬ ومع نظرائه فيه (بل ومواطنيه) باعتبارهم زبائن يقيم معهم علاقات بمنطق المنفعة المباشرة أو يمنعها لو انتفت الأخيرة. فهو لا يعبأ كثيرًا بمظهر الولايات المتحدة كأكبر دولة فى العالم٬ أو بالأعراف الدولية التى تتعدى هذا المنطق الضيق.

وهو ما دللت عليه أحداث عدة منذ توليه سدة الحكم إلى أن ظهر الأمر بشكل مدهش فى قضية خاشجقى. فالأمر الوحيد الذى نال اهتمام الرئيس الأمريكى هو ما ستخسره أمريكا من معاملات تجارية مع المملكة السعودية لو تحدث فى هذا الشأن ليس أكثر على الرغم من حصول خاشجقى على إقامة دائمة فى الولايات المتحدة. بالطبع٬ ليس مطلوبًا من الرئيس الأمريكى أن يتدخل فى أمر أى دولة إلا أن حسبة التفاعل والتصرف من عدمها لابد وأن تبنى على أمرين: أولاً٬ على أساس مدى تهديد الأمر للسلم الدولى باعتبار القنصليات مكانا غير آمن مستقبليًا للمعاملات الدولية. ثانيًا٬ على أساس مدى مساس الأمر بهيبة وسيادة الولايات المتحدة بما أن الحادث يخص مقيما على أرضها. إلا أن جميع هذه الحسابات لم تكن على أجندة الرئيس الأمريكى الذى نظر إلى الأمر بشكل مختزل ومخل٬ ممثلا بذلك نمطًا جديدًا وغريبًا لم تعتده الدول الكبرى لنتائجه الخطيرة ليس فقط على علاقات الدول ببعضها البعض بل أيضًا على علاقات البشر البينية.

فهذا المنطق فى الإدارة إشكالى للغاية على المدى الأبعد لأن «تسليع» العلاقات الدولية هو أول الطريق لسريان «قانون الغابة». لماذا؟ لأن المنطق الحاكم للعلاقات والأعراف٬ بل وحدود المقبول وغير المقبول بين الدول٬ سيتغير٬ هنا٬ من منطق الاعتراف بالقوانين أو المواثيق الدولية الذى ارتضت بها الجماعة الدولية إلى الانصياع إلى منطق «الربحية» المحضة الحاكمة للعلاقات التجارية أو العقارية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة ترامب إدارة ترامب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon