توقيت القاهرة المحلي 09:35:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صناعة الطبيب

  مصر اليوم -

صناعة الطبيب

بقلم - نادين عبدالله

هى صناعة متميزة فى مصر على الرغم من ضعف البنية التحتية ومشاكل التمريض. فيكفى أن تذهب إلى أى بلد متقدم٬ وترى سهولة قبول الأطباء المصريين نسبيًا (بعد عمل المعادلات العلمية اللازمة) بالمقارنة بالقادمين من دول عربية أخرى مثلاً حتى تدرك الفارق. ومع ذلك تظل هناك مشكلة حقيقية فيما يتعلق بجودة الرعاية الصحية فى مصر. صحيح أنه يمكن للدولة تغيير نمط توزيع مواردها٬ وتوفير جزء أكبر من الميزانية للإنفاق على الصحة كما التعليم٬ ومع ذلك يظل سؤال الموارد ملحا بشدة.

وهنا يثور التساؤل: إلى أى مدى يساهم القانون رقم 19 لعام 2018 الخاص بتنظيم العمل فى المستشفيات الجامعية فى توفير بعض هذه الموارد اللازمة للارتقاء بالخدمة الصحية وبوضع الأطباء٬ من دون الإضرار بصناعة الطب٬ تلك التى إن فسدت لن تنفعنا ولو كل أموال العالم، بل ومن دون إهمال آدمية الفقير الذى يستحق الرعاية الصحية حتى وإن لم يمتلك ثمنها؟ أعتقد أن الإجابة لن تكون فى صالح القانون الجديد٬ خاصة أن المستشفيات الجامعية٬ فى سبيل تحقيق رسالتها التعليمية والبحثية، تستقبل أكثر من 60٪ من المرضى لثقتهم بها٬ وتقدم لهم علاجا مجانيا يوفره أعضاء هيئة التدريس. وهنا يأتى القانون ليبعد هؤلاء عن العمل فى هذه المستشفيات إلا من خلال تعاقدات شخصية لإدارة المستشفى مع الأطباء مقابل أجور٬ وهو ما يترتب عليه:

أولاً: إضعاف التعليم الطبى بكليات الطب بفصلها عن المستشفيات تلك التى تمثل للطبيب طريقة ومسارا واضحا للتعلم المهنى بما يهدد صناعة الطبيب المصرى. ولذلك نتائج سلبية داخليًا حيث تردى مستوى الخدمة الطبية المتقدمة، وخارجيًا٬ حيث ضعف قدرة الأطباء المصريين على إثبات نفسهم عالميًا٬ بل وتحويل نتاج عملهم بالخارج إلى الداخل.

ثانيًا: حرمان المرضى من علاج متقدم ومجانى على السواء - وإن شابه بعض النقصان لضغط الطلب على هذه المستشفيات - لصالح علاج غير مجانى٬ ربما يرسم قواعده قانون التأمين الصحى الجديد. صحيح أن هذا القانون يعبر عن طفرة فيما يتعلق بتقنين الرعاية الصحية فى مصر وتوفيرها٬ إلا أنه فى بلد مثل مصر يرتفع فيه مستوى الفقر٬ يظل سؤال حماية غير القادرين سؤالا ضاغطا جدًا لم يجب عنه قانون التأمين الصحى بشكل مكتمل. أما الأخطر هنا فهو أن الفقير الذى لن يجد العلاج المجانى سيذهب إلى من يستطيع أن يقدمه له حتى ولو بغلاف دينى متطرف٬ وهى كارثة كبرى!

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الطبيب صناعة الطبيب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon