توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صناعة الطبيب

  مصر اليوم -

صناعة الطبيب

بقلم - نادين عبدالله

هى صناعة متميزة فى مصر على الرغم من ضعف البنية التحتية ومشاكل التمريض. فيكفى أن تذهب إلى أى بلد متقدم٬ وترى سهولة قبول الأطباء المصريين نسبيًا (بعد عمل المعادلات العلمية اللازمة) بالمقارنة بالقادمين من دول عربية أخرى مثلاً حتى تدرك الفارق. ومع ذلك تظل هناك مشكلة حقيقية فيما يتعلق بجودة الرعاية الصحية فى مصر. صحيح أنه يمكن للدولة تغيير نمط توزيع مواردها٬ وتوفير جزء أكبر من الميزانية للإنفاق على الصحة كما التعليم٬ ومع ذلك يظل سؤال الموارد ملحا بشدة.

وهنا يثور التساؤل: إلى أى مدى يساهم القانون رقم 19 لعام 2018 الخاص بتنظيم العمل فى المستشفيات الجامعية فى توفير بعض هذه الموارد اللازمة للارتقاء بالخدمة الصحية وبوضع الأطباء٬ من دون الإضرار بصناعة الطب٬ تلك التى إن فسدت لن تنفعنا ولو كل أموال العالم، بل ومن دون إهمال آدمية الفقير الذى يستحق الرعاية الصحية حتى وإن لم يمتلك ثمنها؟ أعتقد أن الإجابة لن تكون فى صالح القانون الجديد٬ خاصة أن المستشفيات الجامعية٬ فى سبيل تحقيق رسالتها التعليمية والبحثية، تستقبل أكثر من 60٪ من المرضى لثقتهم بها٬ وتقدم لهم علاجا مجانيا يوفره أعضاء هيئة التدريس. وهنا يأتى القانون ليبعد هؤلاء عن العمل فى هذه المستشفيات إلا من خلال تعاقدات شخصية لإدارة المستشفى مع الأطباء مقابل أجور٬ وهو ما يترتب عليه:

أولاً: إضعاف التعليم الطبى بكليات الطب بفصلها عن المستشفيات تلك التى تمثل للطبيب طريقة ومسارا واضحا للتعلم المهنى بما يهدد صناعة الطبيب المصرى. ولذلك نتائج سلبية داخليًا حيث تردى مستوى الخدمة الطبية المتقدمة، وخارجيًا٬ حيث ضعف قدرة الأطباء المصريين على إثبات نفسهم عالميًا٬ بل وتحويل نتاج عملهم بالخارج إلى الداخل.

ثانيًا: حرمان المرضى من علاج متقدم ومجانى على السواء - وإن شابه بعض النقصان لضغط الطلب على هذه المستشفيات - لصالح علاج غير مجانى٬ ربما يرسم قواعده قانون التأمين الصحى الجديد. صحيح أن هذا القانون يعبر عن طفرة فيما يتعلق بتقنين الرعاية الصحية فى مصر وتوفيرها٬ إلا أنه فى بلد مثل مصر يرتفع فيه مستوى الفقر٬ يظل سؤال حماية غير القادرين سؤالا ضاغطا جدًا لم يجب عنه قانون التأمين الصحى بشكل مكتمل. أما الأخطر هنا فهو أن الفقير الذى لن يجد العلاج المجانى سيذهب إلى من يستطيع أن يقدمه له حتى ولو بغلاف دينى متطرف٬ وهى كارثة كبرى!

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الطبيب صناعة الطبيب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon