توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوضى «البركزيت»

  مصر اليوم -

فوضى «البركزيت»

بقلم - نادين عبدالله

رفض البرلمان البريطانى مؤخرًا خطة تريزا ماى، رئيسة الوزراء، للـ«بركزيت» أو للخروج من الاتحاد الأوروبى. وهو ما يفتح الباب لسيناريوهات عدة، أغلبها للحقيقة كارثى- كما أوضحت تقارير عدة منها تقرير البى بى سى بتاريخ 15 يناير- وذلك كما يلى: أولا٬ عدم التوصل إلى أى اتفاق مع الاتحاد الأوروبى قبل الميعاد النهائى للانفصال٬ فى 29 مارس 2019 بما يعنى الخروج المباشر من الاتحاد الأوروبى بلا خطة واضحة٬ وبلا استعداد كاف، بما لذلك من تبعات غير سارة على الاقتصاد البريطانى. ثانيًا٬ العودة إلى مائدة التفاوض مرة أخرى٬ إلا أنه ليس ما يضمن موافقة الاتحاد الأوروبى على إعادة المفاوضات مرة أخرى٬ خاصة أن الأخيرة أكدت أنها ستقدم عرضها مرة واحدة ولن تعود فيه. ثالثًا٬ عقد استفتاء ثان فيما يتعلق بالبقاء فى الاتحاد الأوروبى أو تركه٬ وهو أمر يقابله٬ لو تم التوافق حوله من الأصل٬ مشكلات لوجستية عدة أقلها أن تنظيم الاستعدادات اللازمة له يتطلب حوالى ستة أشهر. وهو ما يعنى صعوبة تنفيذه قبل الميعاد النهائى لترك الاتحاد الأوروبى فى مارس القادم.

والواقع هو أن الموقف يزداد سوءًا ليس فقط بسبب ضبابية الأمر فيما يتعلق بشكل العلاقة مع الاتحاد الأوروبى وحدودها بل أيضًا بسبب انعكاسات ذلك على الوضع السياسى الداخلى الذى ترتفع حدة اضطرابه بعد توجيه حزب العمال طلبا لسحب الثقة من حكومة ماى عقب رفض البرلمان لخطة حكومتها. فلو وافق البرلمان على طلب سحب الثقة هذا٬ ستشهد بريطانيا صراعًا داخليًا جديدًا ستحاول فيه حكومة جديدة تشكيل نفسها من ناحية٬ وستسعى فيه حكومة ماى إلى استعادة الثقة فيها مرة ثانية من ناحية أخرى. وإن لم ينجح هذا أو ذاك٬ سيتم تنظيم انتخابات تشريعية جديدة بما يزيد الأوضاع صعوبة وتأزما.

فعليًا٬ هذا التخبط الظاهر فى عملية «البركزيت» يعطى درسًا لكل من لا يؤمن بالدراسات أو بالحسابات الدقيقة٬ ولكل من لا يصدق فى جدوى التشاور والمشاركة قبل إطلاق الخطب الرنانة٬ والترويج لخطط حماسية تبدو جميلة وسهلة لكنها واهمة لأنها غير مدروسة أو محسوبة العواقب. بالفعل٬ تعانى أوروبا اليوم من صعود اليمين المحافظ أو المتطرف الذى يطلق مثل هذه الشعارات٬ تلك التى تلهب القلوب وتدمر العقول. فماذا كانت النتيجة؟ فوضى ومأساة حقيقية فى دولة بثقل بريطانيا، فما بالك بالدول الأقل تقدما٬ والأكثر فقرًا تلك التى ينطلق مسؤولوها فى مشروعات غير محسوبة؟

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوضى «البركزيت» فوضى «البركزيت»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon