توقيت القاهرة المحلي 09:26:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتياد الإرهاب

  مصر اليوم -

اعتياد الإرهاب

بقلم - نادين عبدالله

أسوأ الأمور هو الاعتياد٬ وعلى ما يبدو أننا اعتدنا مناظر الدماء إلى الحد الذى لم يعد فيه الكثيرون منا يحركون ساكناً حين يشهدون حادثاً إرهابياً إما اعتياداً أو إمعاناً فى النسيان، فبعضنا اعتاد ولم يعد يعبأ٬ وبعضنا من شدة الألم تعمد التجاهل ليحسن البقاء.

والحقيقة هى أن الأمر كان لافتاً بشكل مؤلم فى الحادث الإرهابى الأثيم الأخير على حافلات الأقباط العائدة من دير الأنبا صموئيل بالمنيا٬ والذى راح ضحيته سبعة مواطنين مصريين مع إصابة آخرين، فلم يلْقَ الخبر الاهتمام الطبيعى به كفاجعة حقيقية على المستوى الإنسانى قبل السياسى والاجتماعى٬ بل كثيراً ما تنصلت منه وسائل الإعلام مشيرة إليه فقط بشكل خافت أو ثانوى٬ وكأن ما حدث لا يستحق الاهتمام السياسى٬ ومراجعة أدوات محاربة الإرهاب٬ ولا يتطلب تضامناً مجتمعياً حقيقياً مع ضحايا لا حول لهم ولا قوة٬ حتى وإن سبقهم آخرون.

ولو أن هناك أسباباً سياسية تفسر هذا التجاهل الإعلامى فإن الأمر تكرر٬ بطريقة جزئية٬ فى وسائل التواصل الاجتماعى وبين الناس فى الأوساط العامة. صحيح أن العالم الافتراضى تناقل الأخبار أولاً بأول٬ ونشر الصور المؤلمة والمفجعة بألف شكل وطريقة٬ إلا أن تفاعل الناس هذه المرة لم يكن كسابقتها، فقد تجاهل الكثيرون الأمر إما لأنهم مُتعَبون٬ فاختاروا البعد عن متابعة المزيد من الأخبار المؤلمة٬ أو لأنهم رسموا لأنفسهم استراتيجية بقاء دفعتهم إلى إلهاء أنفسهم بأمور أخرى لاحتمال ضغوط الحياة وصعوبتها. أما البعض الآخر فقرر٬ عجزاً٬ عدم الاكتراث بأمور خارجة عن أيديهم٬ متصورين أنهم لن يستطيعوا تغييرها أو تعديلها.

على كلٍّ٬ اختلاف الأسباب لن يفرق كثيراً مادامت النتيجة واحدة، ألا وهى المزيد من الشعور بالوحدة بين الأقباط ضحايا هذه الحوادث الإرهابية أو غيرهم من الضحايا المحتملين٬ بالإضافة إلى المزيد من الاعتياد لمجتمع مُرهَق لن يؤدى سوى إلى تدهور الأوضاع على الصعيدين السياسى والمجتمعى، فعلى الصعيد الأول٬ سيختفى الضغط اللازم لمراجعة أدوات وطرق محاربة الإرهاب٬ وعلى الصعيد الثانى سيختفى التضامن الاجتماعى بين المصريين٬ هذا الذى لا يعالج الكوارث ولكنه يربط على القلوب ويشد من رباطة الجأش.

لذا، وأخيراً٬ نتمنى ألا تشهد بلادنا ما أصاب أخرى حين بات الدم فيها والعنف منظراً متكرراً لا يعبأ به غير القليلين.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتياد الإرهاب اعتياد الإرهاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
  مصر اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon