توقيت القاهرة المحلي 05:53:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتياد الإرهاب

  مصر اليوم -

اعتياد الإرهاب

بقلم - نادين عبدالله

أسوأ الأمور هو الاعتياد٬ وعلى ما يبدو أننا اعتدنا مناظر الدماء إلى الحد الذى لم يعد فيه الكثيرون منا يحركون ساكناً حين يشهدون حادثاً إرهابياً إما اعتياداً أو إمعاناً فى النسيان، فبعضنا اعتاد ولم يعد يعبأ٬ وبعضنا من شدة الألم تعمد التجاهل ليحسن البقاء.

والحقيقة هى أن الأمر كان لافتاً بشكل مؤلم فى الحادث الإرهابى الأثيم الأخير على حافلات الأقباط العائدة من دير الأنبا صموئيل بالمنيا٬ والذى راح ضحيته سبعة مواطنين مصريين مع إصابة آخرين، فلم يلْقَ الخبر الاهتمام الطبيعى به كفاجعة حقيقية على المستوى الإنسانى قبل السياسى والاجتماعى٬ بل كثيراً ما تنصلت منه وسائل الإعلام مشيرة إليه فقط بشكل خافت أو ثانوى٬ وكأن ما حدث لا يستحق الاهتمام السياسى٬ ومراجعة أدوات محاربة الإرهاب٬ ولا يتطلب تضامناً مجتمعياً حقيقياً مع ضحايا لا حول لهم ولا قوة٬ حتى وإن سبقهم آخرون.

ولو أن هناك أسباباً سياسية تفسر هذا التجاهل الإعلامى فإن الأمر تكرر٬ بطريقة جزئية٬ فى وسائل التواصل الاجتماعى وبين الناس فى الأوساط العامة. صحيح أن العالم الافتراضى تناقل الأخبار أولاً بأول٬ ونشر الصور المؤلمة والمفجعة بألف شكل وطريقة٬ إلا أن تفاعل الناس هذه المرة لم يكن كسابقتها، فقد تجاهل الكثيرون الأمر إما لأنهم مُتعَبون٬ فاختاروا البعد عن متابعة المزيد من الأخبار المؤلمة٬ أو لأنهم رسموا لأنفسهم استراتيجية بقاء دفعتهم إلى إلهاء أنفسهم بأمور أخرى لاحتمال ضغوط الحياة وصعوبتها. أما البعض الآخر فقرر٬ عجزاً٬ عدم الاكتراث بأمور خارجة عن أيديهم٬ متصورين أنهم لن يستطيعوا تغييرها أو تعديلها.

على كلٍّ٬ اختلاف الأسباب لن يفرق كثيراً مادامت النتيجة واحدة، ألا وهى المزيد من الشعور بالوحدة بين الأقباط ضحايا هذه الحوادث الإرهابية أو غيرهم من الضحايا المحتملين٬ بالإضافة إلى المزيد من الاعتياد لمجتمع مُرهَق لن يؤدى سوى إلى تدهور الأوضاع على الصعيدين السياسى والمجتمعى، فعلى الصعيد الأول٬ سيختفى الضغط اللازم لمراجعة أدوات وطرق محاربة الإرهاب٬ وعلى الصعيد الثانى سيختفى التضامن الاجتماعى بين المصريين٬ هذا الذى لا يعالج الكوارث ولكنه يربط على القلوب ويشد من رباطة الجأش.

لذا، وأخيراً٬ نتمنى ألا تشهد بلادنا ما أصاب أخرى حين بات الدم فيها والعنف منظراً متكرراً لا يعبأ به غير القليلين.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتياد الإرهاب اعتياد الإرهاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon