توقيت القاهرة المحلي 20:46:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حق أم سلعة؟

  مصر اليوم -

حق أم سلعة

بقلم - نادين عبدالله

تصريحات تتنكر لمجانية التعليم وتعتبره «سلعة» أو «خدمة» لها ثمن، تتكرر ثم تخفت بعد احتجاج وعويل حتى تعود مرة أخرى على الساحة بشكل مختلف وبعبارات جديدة. والحقيقة، هى أن تكرارها على فترات متغيرة وفى أكثر من سياق وعلى لسان فاعلين مختلفين يجعلنا نفكر بشكل أكثر عمقًا فيما تعكسه من إشكاليات. فهى تؤكد على غياب أى اتفاق مجتمعى فيما يخص ماهية التعليم فى مصر: هل هو سلعة أم حق؟، الدستور المصرى يعتبره بوضوح حقا، رغم أن الواقع الفعلى لا يجعله كذلك. على كل، لو فرضنا اعتباره سلعة، فهل نتحمل مسؤولية تهميش أجيال قادمة وضريبة غياب بناء رأس مال إنسانى يكون دافعًا للتنمية؟، ولو أوقفنا هذه التساؤلات، وقررنا اتخاذ الدستور على محمل الجد، فسؤال آخر يطرح نفسه: من يمول التعليم لضمان جودته؟.

وهو ما ينقلنا لأزمة غياب أى اتفاق مجتمعى وسياسى فيما يتعلق بإشكالية تمويل التعليم، ومدى الأولوية التى تعطى له. فعليًا، معدل الإنفاق على التعليم ما قبل الجامعى فى مصر لم يتعد فى 2014 نسبة 9% من إجمالى الإنفاق العام للدولة، وهى نسبة صغيرة جدًا لو قُورنت بدول مثل تونس أو المغرب يصل فيها الإنفاق على التعليم إلى حوالى 25% من إجمالى الإنفاق العام؛ وهو مؤشر واضح لمدى الأولوية التى تعطيها الدولة للتعليم. والحقيقة هى أن الأمر يتعدى نسبة الإنفاق إلى هيكلة الانفاق، وهو ما يهرب الكثير من مواجهته لأنه يتطلب تعاملا ذكيا مع المتضررين من جراء هذه الهيكلة. ولمن لا يعرف، الإنفاق على أجور ما يفوق مليون معلم (جزء كبير منهم غير مؤهل) وإداريين (عدد كبير منهم لا تحتاجه الوزارة) يستنزف حوالى 78٪ من ميزانية التعليم فى مصر، بما يجعل الإنفاق على البنية التحتية العلمية والبنيوية مستحيلاً بما فيه الاستثمار فى المعلم ورفع مرتبه المعدوم.

هناك دول قررت أن تعليمها مجانى فكانت جريئة بما فيه الكفاية لوضع التعليم أولوية على أجندة إنفاقها وهيكلتها مهما تطلب الأمر من مواجهة أصحاب المصالح للوصول الى جودة تعليم حكومى مجانى حقيقى، وأخرى قررت أن تعليمها خدمة لا يمكن تتحمل تكلفتها بالكامل فوفرت تعليما بجودة عالية جدًا لمن يستطيع، وتحملت الكلفة الاجتماعية لهذا القرار وتبعاته السياسية والمجتمعية الموجعة. أما فى مصر فيبدو أننا رقصنا على السلم، واكتفينا بالتأكيد على مجانية التعليم الدستورية وخصخصته فعليًا من دون حتى ضمان جودته.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق أم سلعة حق أم سلعة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon