توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تايوان وشركاتها الصغيرة

  مصر اليوم -

تايوان وشركاتها الصغيرة

بقلم - نادين عبدالله

حققت تايوان (وغيرها من النمور الآسيوية) نهضة اقتصادية مذهلة ابتداءً من الستينيات، بنيت على أساس الاستثمار فى الإنسان وتعليمه وصحته من جهة، والتركيز على بناء الكفاءة التصنيعية بهدف المنافسة فى الأسواق العالمية والتصدير. والحقيقة هى أن هذا النموذج يعتبر رائدًا ليس فقط لنجاحه الساحق، بل أيضًا لاتباعه سياسات اقتصادية تختلف عن إملاءات المؤسسات النقدية العالمية على غرار صندوق النقد الدولى، تلك التى تدفع إلى تنحية الدولة جانبًا وترك المجال للسوق، وكأن الأخيرة بمفردها قادرة على تحقيق نقلات تصديرية نوعية من دون أن تتدخل الدولة كى تحمى صناعات استراتيجية بعينها، وتعمل على تنميتها إلى أن تصبح قادرة على المنافسة الحرة.

فقد ركزت الدولة فى تايوان مثلا على تقديم الدعم المالى والفنى والعلمى للشركات المتوسطة والصغيرة لرفع قدراتها التصديرية عالميًا. وبما أنها واعية لصغر حجم وإمكانيات هذه الشركات، فقد وفرت لها نظاما للحماية والدعم بشكل تكاملى محكم ومنظم. فماذا فعلت؟ من ناحية، نسقت عملية استثمار الشركات متعددة الجنسيات فى بلادها بشكل يضمن عملية التكامل هذه، فرسمت سياسات لم تجذب فقط الشركات الأجنبية، بل ضمنت أيضًا أن مجال عملها يكمل ما لا توفره الشركات الصغيرة والمتوسطة. ومن ناحية أخرى، رسمت الدولة سياسات جاذبة وداعمة لقطاع البحوث والتنمية لتطوير إمكانيات الشركات الصغيرة والمتوسطة تقنيًا، وجعلها قادرة ليس فقط على التصنيع (فى مجال الصناعات غير الثقيلة)، بل أيضًا على المنافسة فى الأسواق العالمية. وقد وجهت الدولة الشركات المتعددة الجنسية للمساهمة فى نقل المعرفة التكنولوجية إلى هذه الشركات الصغيرة إلى الحد الذى أصبح فيه لتايوان أكبر نظام متطور لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة تكنولوجيًا على مستوى العالم.

وهى كلها أمور لا تحدث مثلا فى مصر. فمن جهة، نعانى من غياب سياسات واعية من قبل الدولة، ليس فقط لدعم صغار المستثمرين ورجال الأعمال المحليين، بل بالأخص لتحفيزهم على التصنيع والتصدير بدلا من اكتفاء أغلبهم بتقديم الخدمات أو الاستثمار فى العقارات (ولوازمها) وغيرها من القطاعات غير المنتجة. ومن جهة أخرى، لا نعانى فقط من غياب سياسات جاذبة للاستثمار الأجنبى بشكل عام، بل بالأحرى إلى سياسات محفزة ومشجعة لدفع المستثمر الأجنبى إلى الانتقال من الاستثمار فى القطاعات الريعية (العقارات والطاقة والسياحة) إلى قطاعات أخرى تبنى قدرات مصر التكنولوجية والصناعية من أجل التصدير. فهل نعى، فى مصر، خطورة الموقف فنغير النهج؟.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تايوان وشركاتها الصغيرة تايوان وشركاتها الصغيرة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon