توقيت القاهرة المحلي 09:11:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكر المساحات العامة

  مصر اليوم -

حكر المساحات العامة

بقلم - نادين عبدالله

لو ذهبت إلى أى بلد أوروبى٬ أو حتى بعض الدول العربية٬ ستجد أن المواطن يمكن أن يستمتع بالمساحات العامة: بالشارع٬ بالجنائن٬ بالبحيرات أو الأنهار دون أن يتعرض لتدخل قهرى من قبل الدولة أو إلى تطفل أو تحرش من قبل المواطنين. فهذه المساحات العامة تتحول يوميًا إلى واحات للفنون والمتعة الخالية من الرقابة وتعكير المزاج. فى الشوارع أو الميادين الكبرى أو الجنائن٬ كثيرًا ما تجد فرقا فنية من المبتدئين تغنى٬ أو تقدم عروضا راقصة هنا أو هناك؛ فيتجمهر حولها بعض المهتمين لبضع دقائق ثم ينطلقون فى طريقهم تاركين المكان لآخرين وهكذا...المتعة والفن للجميع.

أما الشرط الوحيد والأساسى فهو ألا تعطل مثل هذه الأنشطة سير المرور أو غيره من المصالح. فالأصل هو أن المجال العام مساحة للمواطن يستمتع بها٬ ويشعر بملكيته لها؛ وليس للدولة أن تتدخل بدعوى مخاوف أمنية مبنية على أن مجرد تجمهر الناس٬ حتى ولو لأسباب فنية أو اجتماعية٬ هو مصدر تهديد. فالتجمع٬ بالنسبة للدولة فى مصر٬ مخيف فى ذاته٬ وغير مقبول من الأصل.

والحقيقة هى أن الأمر لا يقتصر على الدولة فقط بل على المواطنين أيضًا. فالتطفل على أى مجموعة تستمتع بمثل هذه المساحات العامة فى الجنائن أو أمام النيل أمر معتاد. ويزداد الأمر سوءًا لو كانت امرأة. فالشارع ليس من حقها٬ كما ليس من حقها أن ترتدى ما تريد فيه. فهل يمكن أن تتجول أى امرأة فى شارع من شوارع المحروسة فقط كى «تشم شوية هواء» أو كى ترفه عن نفسها دون أن تتعرض للمعاكسات؟ وهل يمكن لها أن تجلس فى أى مساحة عامة مثل الجنائن أو غيرها فقط لتغيير الجو كما تفعل النساء فى دول أخرى دون أن يتحرش بها أحد؟ وهل يمكن لها أن تقف فى الشارع أو فى مكان عام لبضع دقائق فى انتظار صديق أو صديقة أو وسيلة مواصلات دون أن يتطفل عليها أحدهم ويتحرش بها؟ بالطبع٬ الإجابة بالنفى. فهذا الحق موكل فقط للرجال أما النساء فعليهن تحمل المعاكسات أو التحرش أو التطفل٬ فقط لو تجرأن واعتقدن أن لهن حق مشاركة هذه المساحات؛ ولنا هنا فى قصة فتى التجمع ألف دليل وبرهان.

للأسف٬ مساحات مصر العامة محتكرة٬ وهو أمر له نتائج أسوأ مما يتخيل البعض؛ لأنه ببساطة ينتقص من شعور الكثيرين بالملكية٬ وبالتالى الانتماء.

نقلا عن المصرى اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكر المساحات العامة حكر المساحات العامة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon