توقيت القاهرة المحلي 18:31:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذى يشغل بال المصريين؟

  مصر اليوم -

ما الذى يشغل بال المصريين

بقلم : أمينة خيرى

ما الذى يشغل بال المصريين؟ وهل الموضوعات التى تكون محور النقاش فى الميكروباص أو فى المقهى أو بين زملاء العمل وبعضهم البعض هى بالضرورة «الأكثر قراءة» فى الصحف، والأعلى مشاهدة على «يوتيوب» وهاشتاجات «تويتر» الأكثر ذيوعاً والأعلى صراخاً على شاشات التوك شو؟ وإن حدث بالفعل وعكس محاور النقاش تأثراً بما يشاهدون ويقرأون، ما درجة اقتناعهم بالرؤى والنظريات والتحليلات التى يتجرعونها؟ بالطبع الوجبة الإعلامية بشقيها التقليدى (الصحف ومواقعها والبرامج التليفزيونية ومقاطع الفيديوهات على الإنترنت وغيرها)، وغير التقليدى (فيس بوك وتويتر وإنستجرام وغيرها) تشكل جزءاً غير قليل من آرائهم سلباً أو إيجاباً، ووعيهم الصحى وغير الصحى، وثقافتهم الصحيحة والخاطئة.

بالطبع هناك فرق كبير بين ما نود أن يشغل بال المصريين، أو ما يفترض أن يشغل بالهم فى حال كان الجميع على القدر نفسه أو متقارباً من التعليم والوعى والثقافة والقدرة الاقتصادية. وهناك فرق كبير أيضاً بين «التريند» سواء كان مفتعلاً، أى تمت صناعته بأدوات يعرفها كل ضليع أو نصف ضليع فى شئون منصات التواصل الاجتماعى، أو طبيعياً أى فرض نفسه لأنه مهم أو مثير.

قياسات واستطلاعات الرأى العام الحقيقية، أى تلك التى تقيس توجهات الناس وآراءهم ومواقفهم عبر عينة ممثلة وليست مجتزأة أو مجتزئة، وتتبع معايير قياس الرأى العام وليس الخاص أو المحدود، بالغة الأهمية. والاعتماد على تحليل أو قياس ما يدور فى أرجاء منصات التواصل الاجتماعى من تدوينات وتغريدات يفترض أن تحمل آراء وتوجهات الناس هو أشبه بمزيد من الإغراق فى رمال «السوشيال ميديا» المتحركة.

«السوشيال ميديا» تصنع جانباً من وعى الناس، شئنا أو أبينا، سواء كان هذا الوعى إيجابياً أو سلبياً. وعلى غرار أيهما جاء أولاً، البيضة أم الدجاجة، فإن إهدار الوقت فى معرفة أصل خليقة الرأى العام، هل تم توجيهه من قبَل محتوى «السوشيال ميديا»، أم أن «السوشيال ميديا» تنضح بما يشغل بال الناس وتفكيرهم، لن يجدى كثيراً الآن.

هى معضلة، أو فلنقل ظاهرة عالمية. ليست حكراً على بلد دون آخر أو شعب دون غيره، لكن الفرق الحقيقى يكمن فى درجات الوعى والثقافة والقدرة على إعمال العقل والتدقيق من قبَل المواطنين العاديين فيما يعرض عليهم سواء على منصات الإعلام التقليدى أو «السوشيال ميديا».

باغتتنى عاملة نظافة خمسينية حاصلة على درجة الدبلوم وعلى قدر معقول جداً من الخبرة الحياتية قبل أيام بسؤال «تقريرى». قالت: «بيقولوا هيلغوا وزارة التموين ووزارة الصحة؟!»، «بيقولوا» بالطبع تعود إلى صناع محتوى «تيك توك» والفيديوهات بأنواعها المختلفة على الإنترنت. سألتها بدورى: «وما قالوش حاجة عن إلغاء وزارة التربية والتعليم؟»، نزل الرد كالصاعقة: «مش مهم التعليم. إحنا دلوقتى فى التموين والصحة. هنعمل إيه بعد ما يتلغوا؟».

هذا الحوار نخرج منه بنقاط عدة ربما تكون جديرة بالاهتمام: المصدر الرئيسى للأخبار هو «السوشيال ميديا». جانب معتبر من الأخبار «الوردية» فى وسائل الإعلام التقليدية يتبخر فى الهواء. الأكل والشرب والعلاج هى الشغل الشاغل، أما التعليم فله رب يحميه. وعى المستخدم العادى للإنترنت فى التدقيق والتحقق أقرب ما يكون إلى الصفر. تخصيص قطاع لتفنيد الأخبار الكاذبة ليس الحل. هؤلاء يقولون، وأولئك يحللون، والله يفعل ما يشاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذى يشغل بال المصريين ما الذى يشغل بال المصريين



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس

GMT 04:59 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

أحمد وفيق يحدد الجيل الذي احتفل بـ"النهاية"

GMT 14:22 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:28 2020 السبت ,11 إبريل / نيسان

الهند تسجل 1035 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon