بقلم : أمينة خيرى
يبدو أن ملفى الدولة المدنية وسلامتنا على الطرق (ولن أقول المرور، لأن المسألة أكبر من تحرير المخالفات) يستحوذان على اهتمام الكثيرين.
فالدولة المدنية أولوية لأن من شأن حسمها أن ترسم مسارنا، فإما أن ننتهج نهج أفغانستان دون مواربة، أو نمضى قدمًا فى دولة مدنية لا تفرق بين مهندس وعامل وطبيب وفلاح وضابط، أو منتمٍ لنقابة أو منتسب لأسرة أو معتنق لدين أو منضوٍ تحت مظلة تميزه عن غيره لأى سبب كان غير التميز والاستحقاق.
وسلامتنا على الطرق أولوية، لأنه حين تستمر حوادث الطرق القاتلة فى سفك وإهدار دمائنا، فلن ينعم أى منا بدولة مدنية ولا دينية ولا حتى نص نص.
هذه المرة قمت بقراءة تحليلية لعدد كبير من رسائل القراء الأعزاء، وسأسرد بعضا مما ورد فيها فى عجالة، لكنها عجالة كاشفة عما يجول فى نفوس المصريين، أو فلنقل قطاعا منا ربما يختلف عن ذلك الذى يصفع مواطنة ثم يتصالح معها على «المصطبة»، أو يتحرشون بسائحات ثم يتضح أنهم «كانوا يودون التحدث معهم والتقاط الصور» عنوة، (هذه الأخيرة من عندى).
أو أولئك الذين يعتبرون أنفسهم مندوب الله على الأرض فيؤنبون شابات لأن ملابسهن لا تناسب مقاييس الأيزو الخاصة بهم، ويلجأون للشبشب وسيلة تأديبية لزرع الإيمان ونشر التدين، أو غيرهم من الغارقين والغارقات فى فتاوى «هل يستجيب الله للدعاء؟» و«هل أبواب السماء تظل مفتوحة بعد رمضان؟» و«هل يجوز الجمع بين الزوجة وابنة خالتها وطليقة عمها وأرملة خالها؟».
القراء مع حفظ الألقاب فرج حنا وناصر كمال وحسن بشر وجورج نسيم ومجدى رفعت ووجيه ندا وأحمد إسماعيل وخضر محمد ومصطفى الخشاب ومجدى فراج وأحمد مصطفى ومحمد يسرى، أرسلوا رسائل مستفيضة يشاركوننى فيها الاهتمام بالملفين. وسأعرض بعضا مما ورد فيها: «صفع وتحرش ومصالحات مصاطب.. العالم يعانى من الغلاء وشح الغذاء والشارع المصرى فى واد آخر.. نحن لا نمتلك ترف الغوغائية»، «الكثير من التعليقات على مسلسلات رمضان فى التواصل الاجتماعى يكشف تمكن السلفية الوهابية من عقول كثيرين.
أزلنا قشرة الإخوان فى 2013 وبقى محتوى غارق فى التطرف، والمأساة تكمن فى عدم اجتثاث الجذور المستمرة فى النمو والطرح»، «نأمل فى اقتلاع أوتاد السلبية والعشوائية والأفكار الظلامية»، «الرئيس يركض للنهوض بمصر وهناك من يركض فى الاتجاه المعاكس»، «لا تتصورى مدى انزعاج بل رعب السائح من عيال تجرى وراءه وتحاول لمسه مع العلم أن فى بلادهم مجرد التقاط صورة لشخص دون استئذانه أمر يعاقب عليه القانون»، «قوانين المرور وسلامة المواطنين تبدأ فى المدارس بتعليم الأطفال سلامة وآداب المرور، وتمر بطريقة الحصول على الرخصة دون النظر إلى قريب فلان ومعرفة علان.. السلامة على الطريق مأساة والمسألة ليست عدد مخالفات محررة ومركبات مصادرة»، «ضمان سلامتنا فى الشوارع يتطلب تضافر كل الجهات والوزارات والمواطنين والجمعيات الأهلية».