توقيت القاهرة المحلي 18:49:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دُوَار خبري

  مصر اليوم -

دُوَار خبري

بقلم : أمينة خيرى

أظن أننى لست وحدى التى أشعر بثقل كبير لدى مطالعة الأخبار اليومية. نصف ساعة صباح كل يوم أخصصها للاطلاع على ما جرى فى العالم، ومثلها مساءً، وربما دقائق متناثرة على مدار اليوم فى أوقات الشدة والأزمات، إنها الأوقات التى لا تطيق فيها الأحداث الانتظار لحين الاطلاع عليها فى مواعيد محددة.

أعطل عن عمد التطبيقات والخدمات التى تغذى المستخدم بالمستجدات على مدار الساعة، أو تدق بابه بصافرات إنذار المحمول المقيتة لتخبره أن حدثًا جللًا وقع، وأن عليه الاطلاع عليه. لم أعد أتحمل تسارع الأحداث وتشابكها وتعقدها. كما لم أعد قادرة على تلقى أنباء الفواجع، وتطورات المصائب. ويتضاعف حملى النفسى والعصبى مع المكون الثانى فى وجباتى الإخبارية والتحليلية، وهى تلك الأخبار والموضوعات والنقاشات المحلية التى يصيبنى الكثير منها بدُوَار خبرى يُفقدنى التوازن. وكيف يمكن لعاقل أن يحتفظ بتوازنه وهو يطالع كيف أن الذكاء الاصطناعى أصبح ضالعًا ومطبقًا فى بعض المناطق فى بريطانيا بحيث تُعطَى الأولوية لراكبى الدراجات والمشاة قبل السيارات، ولضمان قدر أوفر من السلامة والسلاسة لهم، مع المراقبة الصارمة لقائدى السيارات من قِبَل رادارات وكاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعى، ويتم تطبيق مخالفات فورية عليهم، ثم أطالع خبر مصرع سائق توك توك وراكبين كانا معه بعد ما قرر أن يعبر مزلقان القطار بسرعة فدهسهم جميعًا، أو مصرع سيدة كانت تعبر الطريق لأن سائق ميكروباص قرر أن يسير عكسيًّا فى شارع رئيسى؟.

وكيف يمكن لإنسان من دم ولحم أن يحافظ على توازنه النفسى وهو يتابع أعداد القتلى والمصابين فى غزة، ومعدلات الخراب والدمار التى لحقت ببنيتها التحتية والفوقية، وكذلك أعداد القتلى والمصابين والنازحين فى لبنان بعد تمدد الصراع إليه، وفى الوقت نفسه يقرأ تحليلًا لكاتب عربى كبير مقيم فى جزر المالديف أو يتجول بين نيس وباريس وكان، وهو يشرح كيف أن العملية التى تم تنفيذها قبل عام أنقذت القضية الفلسطينية من الضياع وأعادت تسليط الأضواء عليها، وهذا يكفى؟!. وكيف يمكن الحفاظ على قدر من الصفاء الذهنى وأنت تطالع موقع مؤسسة إعلامية غربية عريقة رصينة، فتجدها تتحدث بلسان العرب والمقاومة والحق الفلسطينى الأصيل فى موقعها العربى، ثم تفاجأ بأنها فى موقعها بالإنجليزية لسان حال حكومة بلادها المتنصلة عن دعم القضية أو حتى المطالبة بالالتزام بالقوانين الدولية والمواثيق الحقوقية الإنسانية التى تطبقها هنا ولا تطبقها هناك.
وتكون النتيجة أن رسالتها الموجهة إلى العرب تجعل الملايين يعتقدون أنها أفضل من كل حكومات المنطقة العربية وأنظمتها، فهى تناصر الحق والمظلوم، ولا تلتفت هذه الجماهير إلى زوايا مثل التسويق السياسى وترويج البضائع الراكدة فى سوق مهملة؟. يخبرنى الذكاء الاصطناعى أن متابعة الأخبار مفيدة للاطلاع، لكنها تؤثر سلبًا على الصحة العقلية. تسبب التوتر والمرض الجسدى والذكريات المؤلمة والعزلة. وينصحنى بوضع حدود بينى وبين الأخبار، وأخذ فترات راحة منها، والتركيز على ما يمكننى التحكم فيه. شكرًا أيها الذكاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دُوَار خبري دُوَار خبري



GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:43 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon