توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دُوَار خبري

  مصر اليوم -

دُوَار خبري

بقلم : أمينة خيرى

أظن أننى لست وحدى التى أشعر بثقل كبير لدى مطالعة الأخبار اليومية. نصف ساعة صباح كل يوم أخصصها للاطلاع على ما جرى فى العالم، ومثلها مساءً، وربما دقائق متناثرة على مدار اليوم فى أوقات الشدة والأزمات، إنها الأوقات التى لا تطيق فيها الأحداث الانتظار لحين الاطلاع عليها فى مواعيد محددة.

أعطل عن عمد التطبيقات والخدمات التى تغذى المستخدم بالمستجدات على مدار الساعة، أو تدق بابه بصافرات إنذار المحمول المقيتة لتخبره أن حدثًا جللًا وقع، وأن عليه الاطلاع عليه. لم أعد أتحمل تسارع الأحداث وتشابكها وتعقدها. كما لم أعد قادرة على تلقى أنباء الفواجع، وتطورات المصائب. ويتضاعف حملى النفسى والعصبى مع المكون الثانى فى وجباتى الإخبارية والتحليلية، وهى تلك الأخبار والموضوعات والنقاشات المحلية التى يصيبنى الكثير منها بدُوَار خبرى يُفقدنى التوازن. وكيف يمكن لعاقل أن يحتفظ بتوازنه وهو يطالع كيف أن الذكاء الاصطناعى أصبح ضالعًا ومطبقًا فى بعض المناطق فى بريطانيا بحيث تُعطَى الأولوية لراكبى الدراجات والمشاة قبل السيارات، ولضمان قدر أوفر من السلامة والسلاسة لهم، مع المراقبة الصارمة لقائدى السيارات من قِبَل رادارات وكاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعى، ويتم تطبيق مخالفات فورية عليهم، ثم أطالع خبر مصرع سائق توك توك وراكبين كانا معه بعد ما قرر أن يعبر مزلقان القطار بسرعة فدهسهم جميعًا، أو مصرع سيدة كانت تعبر الطريق لأن سائق ميكروباص قرر أن يسير عكسيًّا فى شارع رئيسى؟.

وكيف يمكن لإنسان من دم ولحم أن يحافظ على توازنه النفسى وهو يتابع أعداد القتلى والمصابين فى غزة، ومعدلات الخراب والدمار التى لحقت ببنيتها التحتية والفوقية، وكذلك أعداد القتلى والمصابين والنازحين فى لبنان بعد تمدد الصراع إليه، وفى الوقت نفسه يقرأ تحليلًا لكاتب عربى كبير مقيم فى جزر المالديف أو يتجول بين نيس وباريس وكان، وهو يشرح كيف أن العملية التى تم تنفيذها قبل عام أنقذت القضية الفلسطينية من الضياع وأعادت تسليط الأضواء عليها، وهذا يكفى؟!. وكيف يمكن الحفاظ على قدر من الصفاء الذهنى وأنت تطالع موقع مؤسسة إعلامية غربية عريقة رصينة، فتجدها تتحدث بلسان العرب والمقاومة والحق الفلسطينى الأصيل فى موقعها العربى، ثم تفاجأ بأنها فى موقعها بالإنجليزية لسان حال حكومة بلادها المتنصلة عن دعم القضية أو حتى المطالبة بالالتزام بالقوانين الدولية والمواثيق الحقوقية الإنسانية التى تطبقها هنا ولا تطبقها هناك.
وتكون النتيجة أن رسالتها الموجهة إلى العرب تجعل الملايين يعتقدون أنها أفضل من كل حكومات المنطقة العربية وأنظمتها، فهى تناصر الحق والمظلوم، ولا تلتفت هذه الجماهير إلى زوايا مثل التسويق السياسى وترويج البضائع الراكدة فى سوق مهملة؟. يخبرنى الذكاء الاصطناعى أن متابعة الأخبار مفيدة للاطلاع، لكنها تؤثر سلبًا على الصحة العقلية. تسبب التوتر والمرض الجسدى والذكريات المؤلمة والعزلة. وينصحنى بوضع حدود بينى وبين الأخبار، وأخذ فترات راحة منها، والتركيز على ما يمكننى التحكم فيه. شكرًا أيها الذكاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دُوَار خبري دُوَار خبري



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon